لندن ـ كاتيا حداد
كشفت صور مروعة عن واحدة من أكبر المقابر الإلكترونية في غرب أفريقيا تشمل ملايين الأطنان من الأجهزة التي يتم التخلص منها سنويًا من جميع أنحاء العالم، إذ يتم إرسال الآلاف من
الأجهزة الإلكترونية والكهربائية والميكروويف والثلاجات القديمة بطريقة غير مشروعة إلى البلدان الأفريقية ويتم إلقاؤها في مكبات القمامة العملاقة، لاسيما أنَّ الأمر يكلف مبالغ أقل من إعادة التدوير.
وأكد تقرير صادر عن جامعة الأمم المتحدة، إلقاء 41 مليون طن من النفايات الإلكترونية تبلغ قيمتها أكثر من 45 مليار دولار مليار في عام 2014، مشيرًا إلى أنه تمت إعادة تدوير 6 مليون طن فقط بشكل صحيح.
وأوضح التقرير أنَّ بريطانيا وحدها تخلصت من 1.5 مليون طن من النفايات خلال العام الماضي، أما ألمانيا فألقت حوالي 1.9 مليون طن في أفريقيا.
وحذر من تسريب بعض الأجهزة القديمة العناصر السامة مثل الرصاص والزئبق الذي يضر بالبيئة والبشر خصوصًا الذين يبحثون في الأجهزة المكسورة على أمل العثور على شيء يستحق البيع.
والتقط ناشطون في مجال حماية البيئة، صورًا مثيرة للصدمة لمكب النفايات الإلكترونية لكشف نسبة التلوث الصادرة من الأجهزة المنزلية بشكل لا يعد ولا يحصى، مؤكدين أنَّ "الدول المتقدمة ترسل ملايين الأطنان من النفايات الإلكترونية سنويًا إلي البلدان النامية مثل غانا".
وتظهر الصور الأولاد الصغار يلعبون في نفايات العالم الغربي، ويحاولون العثور على المعادن التي ستباع مقابل مبالغ صغيرة من المال.
وصرَّح رئيس جامعة الأمم المتحدة روديغر كويهر، بأنَّ نقل الإلكترونيات المكسورة أو منتهية الصلاحية إلى أفريقيا أمر غير قانوني، مشيرًا إلى أنَّ أفريقيا أصبحت "مقبرة للنفايات الإلكترونية".
وأضاف كويهر: "الدافع وراء هذه الممارسة غير المشروعة والضارة بيئيا التي تعاني منها غانا قد يكون تكلفة إعادة التدوير"، موضحًا "إنَّ عدد الشحنات يتزايد وإن الأسباب الكامنة وراء ذلك الأمر هي مالية حيث أنَّ إعادة عادة التدوير في الاتحاد الأوروبي تكلف الكثير من الأموال".
وأوضح أنَّ النفايات التي تم التخلص منها عام 2014 تضمنت نحو 300 طن من الذهب و 16 مليون طن من الحديد ونحو مليوني طن من النحاس، فضلًا عن كميات كبيرة من الفضة والألمنيوم والبلاديوم.
وتابع: "بشكل مخيف، تحتوي أيضا على كميات كبيرة من المواد السامة التي تهدد الحياة مثل الزئبق والكادميوم الذي يمكن أن يسبب ضعف عقلي شديد إذا وصل إلى إمدادات المياه المحلية".
وتظهر الصور أيضًا مجموعة من الشباب في المكب بالقرب من الأبخرة السامة في واحدة من أكبر الاقتصادات غرب أفريقيا، وتتألف غالبية النفايات الإلكترونية، وبالتحديد ما يقرب من 60 في المائة، من الأجهزة المنزلية الكبيرة والصغيرة والإلكترونيات المهملة مثل الهواتف النقالة وأجهزة الحاسوب.
ويبلغ وزن النفايات الإلكترونية في العام الماضي ما يعادل وزن أكثر من 1.1 مليون شاحنة وتنتج الولايات المتحدة والصين ما يقرب من ثلث النفايات الإلكترونية في العالم.
وتفاقم مشكلة النفايات الإلكترونية العالمية المتصاعدة ينتج من ارتفاع المبيعات وتقصير دورة حياة المعدات الكهربائية والإلكترونية.