أبوظبي - سعيد المهيري
انتهت هيئة البيئة – أبوظبي من تنفيذ المرحلة الأولى من تأهيل البنية التحتية ضمن محمية الوثبة للأراضي الرطبة لاستقبال الجمهور، ضمن برنامجها لاستقبال عشاق الطبيعة في عدد من المحميات الطبيعية في أبوظبي والتي كانت أعلنت عنه على هامش مشاركتها في المعرض الدولي للصيد والفروسية 2014 والذي أقيم في أبوظبي خلال سبتمبر/ أيلول الماضي.
وكرّس فريق هيئة البيئة في أبوظبي المتخصص في مجال التنوع البيولوجي خلال الشهور الماضية جهوده لتأهيل المحمية الطبيعية لاستقبال الزوار وتوفير أجواء تفاعلية صديقة للبيئة تعزز العلاقة بين الجمهور والطبيعة وتعزز مسؤولياتهم تجاه حماية البيئة والمحافظة على الارث الطبيعي للإمارة.
وسيحظى الزوار بمجرد وصولهم إلى المحمية بتجربة مميزة للاستمتاع بالحياة الفطرية من خلال مشاهدة الطيور عبر منصات المراقبة، ومشاهدة فيلم قصير يسلط الضوء على أهمية محمية الوثبة للأراضي الرطبة بصفتها واحدة من النظم البيئية الهامة للتنوع البيولوجي في الإمارة، ومن ثَم يمكنهم الانطلاق في جولة استكشافية للتعرف على المحمية التي تم تزويدها باللوحات التعريفية والخرائط التوضيحية التي أشرف عليها فريق من الخبراء والمختصين في الهيئة.
و سيتمكن الزوار من السير عبر مسارات المشي المحددة داخل المحمية للتعرف عن قرب على السمات والنظم البيئية التي تميز هذه المحمية وأنواع الحيوانات والنباتات التي تأويها المحمية. ومع نهاية ممر المشي سيجد الزوار منصة لمراقبة طيور الفنتير "الفلامنجو" عن قرب. هذا إلى جانب المرافق التي تم توفيرها مثل دورات المياه والأماكن المخصصة لوقوف السيارات لتوفير تجربة مميزة ومريحة للزوار.
وأكدت، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة – أبوظبي" الدكتورة شيخة سالم الظاهري أن بيئة أبوظبي الطبيعية تتسم بثرائها وتنوعها، فهي الموئل الطبيعي لعدد من الأنواع المحلية الموجودة جواً وبراً وبحراً، ومع فتح أبواب محمية الوثبة للأراضي الرطبة للجمهور، فإننا نتيح لهم الفرصة لإعادة بناء جسور التواصل مع تراثنا الطبيعي المميز في أبوظبي، حيث تعتبر محمية الوثبة للأراضي الرطبة على وجه الخصوص واحدة من أهم المحميات الطبيعية التي تعكس التنوع البيولوجي الفريد في إمارة أبوظبي".
وأكدت الظاهري أن إتاحة الفرصة للمجتمع المحلي للوصول إلى المناطق المحمية في الإمارة يساهم بشكل كبير في زيادة الوعي البيئي لدى الجمهور وبشكل خاص بين طلبة المدارس والجامعات، ويتح لهم الفرصة للتواصل مع الطبيعة وإجراء الدراسات والبحوث العلمية والإطلاع على الجهود التي تبذلها الهيئة البيئة – أبوظبي لحماية التنوع البيولوجي الثري بهذه المواقع فضلا عن تعزيز المعرفة والتقدير لتراثنا الطبيعي.
ويحالف زوار المحمية الحظ ويتمكنوا من مشاهدة الأنواع والكائنات التي تحتضنها المحمية مثل "دبور الوقواق"، الذي اكتشفه الخبراء في الهيئة أخيرًا خلال عمليات المسح والمراقبة المستمرة ، لينضم بذلك إلى القائمة تحتوى على مئات اللافقاريات المنتشرة في المحمية، والذي يعكس بدوره ثراء التنوع البيولوجي الذي تزخر به الإمارة. هذا إلى جانب مجموعة متنوعة من الأنواع مثل العقاب المرقط الكبير، والأراك، والثعلب الأحمر، والضب، والورل، والأرنب الجبلي، واليعسوب البنفسجي، والفأر البري والقنفد الأثيوبي.
واستقبلت محمية الوثبة للأراضي الرطبة منذ نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي حتى اليوم مجموعات من الزائرين للاستمتاع بالحياة الفطرية وذلك وفقا للأعداد التي حددتها الهيئة لضمان حماية المحمية والمحافظة على النباتات والحيوانات المنتشرة فيها. وحرصاً منها على تطوير خدماتها ومرافقها فقد حثت الزوار على تعبئة نماذج استطلاعات الرأي المتواجدة في "مركز استقبال الزوار" للاطلاع على أرائهم والعمل على تلبية تطلعاتهم، حيث أعرب زوار المحمية عن استحسانهم وإعجابهم بهذه التجربة وما توفره لهم ولعائلاتهم من فرصة فريدة للتواصل المباشر مع الطبيعة.
يذكر أنه في العام 1998 تم الإعلان عن اعتبار محمية الوثبة للأراضي الرطبة محمية طبيعية، تنفيذًا لرؤية مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله)، لكونها موئلاً مناسباً للطيور المهاجرة، ومنطقة لتكاثر الفلامنجو الكبير، ومنذ عام 2011 تتكاثر طيور الفنتير "الفلامنجو" بانتظام في محمية الوثبة، لتصبح بذلك الموقع الوحيد في دولة الإمارات ، وفي منطقة الخليج العربي التي تتكاثر فيها طيور الفنتير بانتظام.
وفي العام 2013، تم الاعتراف بمحمية الوثبة للأراضي الرطبة كأحد مواقع رامسار، لتصبح ضمن قائمة تضم 2000 موقع للأراضي الرطبة المعترف بها عالمياً، وكأول موقع في إمارة أبوظبي ينضم إلى مواقع رامسار. وتعتبر المحمية ملاذاً لأكثر من 200 نوع من الطيور المهاجرة، وموطناً للعديد من الأنواع حيث تم رصد 11 نوع من الثدييات الصغيرة، و10 أنواع من الزواحف وأكثر من 35 نوع من النباتات، ولهذا فإن محمية الوثبة للأراضي الرطبة تعد منطقة هامة للحفاظ على التنوع البيولوجي في إمارة أبوظبي.
ومن المرتقب إجراء المزيد من التطويرات التي تعزز تجربة الحياة الفطرية للزوار في محمية الوثبة للأراضي الرطبة، حيث ستشمل منصة إضافية لمراقبة الطيور بالقرب من منابع المياه، وزيادة طول مسارات المشي المجهزة للراغبين في اكتشاف المحمية بأنفسهم وكذلك تجهيز المحمية بممرات مخصصة لاستقبال الزوار ذوي الاحتياجات الخاصة، هذا إلى جانب تقديم نبذات تعليمية وتعريفية بالنباتات المتواجدة في أبوظبي.
ويتعين على الراغبين في زيارة واستكشاف المحميات الطبيعية التي تحتضنها أبوظبي ل التقدم بطلب تسجيل مسبق قبل موعد الزيارة، عبر الموقع الإلكتروني لهيئة البيئة – أبوظبي www.ead.ae. حيث تلتزم الهيئة بالسماح بدخول الزوار الذي تم تسجيلهم مسبقاً، لحماية الموائل الطبيعية للحيوانات والنباتات. وسيقوم فريق حماية البيئة البري في الهيئة بالتواصل مع مقدم الطلب لتزويده برقم الحجز وإمكانية استيعاب عدد الزوار الذي تم تحديدهم في الطلب.