أكد الكاتب والباحث أسعد الفارس تمتع منطقة (نجد) بالخصوبة وكثرة المياه والمطر والمراعي مبينا ان التصحر والتغير المناخي والملوثات والرعي الجائر والنشاطات الاقتصادية للسكان أتت على معالم نجد الجميلة. جاء ذلك خلال محاضرة للباحث اسعد الفارس بمقر رابطة الأدباء الكويتيين الليلة حول (معالم نجد في الأدب العربي) اذ استند الفارس في بحثه على خمسة عشر مصدرا من مصادر التراث الحديثة والقديمة. واستهل الفارس المحاضرة بالقول "ما قرأت كتابا من تراث العرب الا ووجدت لنجد نصيبا فيه ولا كتابا من كتب الأدب الا وجدت وصف نجد يحتل مكانة بارزة فيه خصوصا وقوع هذه المنطقة في قلب شبه الجزيرة العربية ومشاهدها الأدبية الرائعة". واوضح ان "النجد" في اللغة هو ما ارتفع من الأرض لذلك سميت بنجد أو هضبة نجد وهي احدى التقاسيم الخمس لمنطقة الجزيرة العربية وهي تهامة والحجاز واليمن ونجد والعروض التي صنفت حسب طبيعة التضاريس والتنوع والاختلاف في المناخ والحيوانات والطبيعة الغطاء النباتي. واضاف ان بحثه الى جانب كتاباته العلمية الاخرى يرصد البيئة ووصفها في نصوص الأدب بأحيائها الحيوانية والنباتية وبمناخها. وتطرق الى كتابات المؤرخين والادباء امثال الأصمعي وعمرو بن كلثوم وابن الفقيه الذي يقول "فرق ما بين نجد والحجاز انه ليس بالحجاز غضى فما أنبت الغضى هو نجد وما أنبت الطلح والسمر والأسل فهو الحجاز". واستطرد الفارس بسرد العديد من القصائد "في أروع ما قيل" عن الحنين الى نجد وفراقها والمناظر الجميلة الخلابة وطيب سير أهلها من قبل الأجانب وسكان المناطق المجاورة بالاضافة الى القصائد التي تتغنى بالملامح البيئية وتوثق نباتات وطيور وحيوانات المنطقة. وقال الباحث في نهاية المحاضرة ان الأدب قد جعل من نجد "جنة الله في أرضه" متسائلا ان كان هذا الوصف حقيقة أم من قبيل التمليح الأدبي والمجازز واضاف ان نجد كانت منطقة "خصبة كثيرة المياه والمطر والمراعي إلا ان التصحر والتغير المناخي والملوثات والرعي الجائر والنشاطات الاقتصادية للسكان أتت على معالم نجد الجميلة وأصبحت البيئة في هذه الحال".