برعاية اللبنانية الاولى السيدة وفاء سليمان وبالتعاون مع كليّة الطب والمركز الطبي للجامعة الأميركية في لبنان، وكليّة الطبّ في جامعة القديس يوسف، تمّ إفتتاح مركز صحة قلب المرأة التابع لمؤسسة «يدنا»، أمس في حضور عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والصحافيّة والاعلاميّة بالاضافة الى الطاقم الطبّي. وجالت السيدة الأولى على المركز في مبنى المؤسسة في بعبدا، وقد رافقها في جولتها، نائب رئيس الحكومة المستقيلة سمير مقبل، وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل، عقيلة الرئيس نجيب ميقاتي السيدة مي، السيدة منى الهراوي، الوزراء السابقون: عدنان القصار، منى عفيش، ليلى الصلح ووفاء الضيقة. خدمة المرأة... واجبي وفي حفل للمناسبة اقيم في القصر الجمهوري في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان, أكّدت اللبنانية الأولى التي لاحظت حاجة نساء كثيرات الى المساعدة، على الأهداف النبيلة لمنظّمة «يدنا»، هذه الجمعية التي «لا تتوخى الربح وتهدف الى الارتقاء بنوعية عيش المرأة»، وقالت «إنّه لمن واجبي أن أكون في خدمة الشعب اللبناني وإخواننا العرب القاطنين في لبنان». أمّا أكثر ما دفع سليمان الى إيلاء المرأة أهمية كبرى وإنشاء مركز لصحّة قلبها فهي الدراسات التي أظهرت بأنّ 56% من حالات الوفاة تحصل لدى المرأة بسبب أمراض القلب والاوعية. وقد شكرت سليمان في حديثها الجهات المانحة وكليَّتي الطبّ في الجامعة الأميركية في بيروت وفي جامعة القديس يوسف، لدعمهم في إنشاء هذا المركز «وهو فاتحة نشاطات منظّمة «يدنا». عبء عالمي... والوقاية ضرورية بعد كلمة السيّدة اللبنانية الاولى، ألقى الدكتور سمير علم -رئيس قسم طب القلب في المركز الطبي للجامعة الاميركية في بيروت- خطاباً ركّز فيه على العبء العالمي لهذه الأمراض ونسبة تعرّض المرأة إليها، مشدداً على أهمية التشخيص والتدخّل، وقد أشاد علم بـ»أهمية هذا المركز الفريد من نوعه والذي يختلف عن باقي الخدمات المتوفّرة حالياً». من جهته، سلّط -البروفسور في طبّ القلب في جامعة القديس يوسف- أنطوان سركيس في كلمته على «أهميّة الوقاية من الامراض القلبية التي تصيب النساء»، مؤكّداً «في أيامنا هذه، تموت إمرأة من أصل ثلاث في عمر مبكر بسبب أمراض الأوعية الدموية القلبية». ونفى سركيس الاعتقاد السائد الذي يقول إنّ «أمراض القلب والاوعية القلبية تطال الرجال أكثر من النساء، وإنّ المرأة تموت نتيجة إصابتها بمرض السرطان»، مبيّناً أنّ الدراسات أظهرت أنّ «وفيات النساء بسبب أمراض قلبية توازي سبعة أضعاف الوفيّات جرّاء سرطان الثدي»، مرجعاً السبب الى «التدخين المتزايد في صفوف النساء، فيما تمكّن الرجال في بعض البلدان من تخفيض إستهلاكهم للسجائر». لمحة عن المركز 1 -هدفه يُعتبر مركز صحة قلب المرأة -الذي يهدف الى الارتقاء بصحة المرأة القلبية والتخفيف من وطأة أمراض القلب والأوعية الدموية- ترجمة لمبادرة أطلقتها اللبنانية الاولى، السيدة وفاء سليمان من أجل توفير العمل الريادي والدعم المادي تحقيقاً لمهمّته ورؤيته المتمثلتين بتعزيز الصحة القلبية وصحة الأوعية الدموية وشرايين القلب لدى النساء، والحدّ من عبء المرض لديهنّ عبر الحثّ على التوعية بهدف الكشف المبكر عن المرض، تشخيصه وعلاجه. 2 - رؤيته - يسعى المركز الى أن يصبح نموذجاً للتميّز في مجال الوقاية والعلاج الاوّلي من أمراض شرايين قلب المرأة، بغض النظر عن وضعها الاجتماعي. - كما يؤكّد المركز سعيه الى تطبيق أعلى المعايير في الاعمال السريرية والبحثية، وذلك عبر تعاونه مع فرق أكاديمية في جامعات وطنية متميّزة، أبرزها الجامعة الاميركية في بيروت - كلية الطب والمركز الطبي التابع لها، بالإضافة الى جامعة القديس يوسف وقد تمّ التوقيع على مذكرة التفاهم معهما في 21 آذار 2013. كذلك عبر تعاونه مع الجهات المانحة ووزارتَي الصحة العامة والشؤون الاجتماعية اللتين توفّران خدمات صحية وإجتماعية. - ويشدّد المركز على مساهمته في خلق صياغة سياسية-وطنية تهدف الى تعزيز الوقاية وتحسين الرعاية، وذلك من خلال إقامته لقاعدة بيانات جينية وسريرية. 3 - الأنشطة - يقدّم مركز صحة قلب المرأة خدمات طبية أبرزها: أ- إجراء الفحوصات الوقائية للحماية من أمراض القلب التاجية وتقديم الرعاية الطبية الاوّلية للنساء اللواتي تجاوزت أعمارهنّ الـ45 عاماً، ومعالجة الذبحة القلبية بعد تحديد المرض. ب- العلاج عبر تحسين نمط الحياة والذي يوفّر للمرضى حميات غذائية تعزّز صحة الاوعية الدموية القلبية، من أجل التوصل الى ضغط دم معتدل صحي والحفاظ عليه وتحقيق معدلات الدهون المناسبة وضبط مستوى السكري بشكل جيّد. ج- الإقلاع عن التدخين والذي يساعد المرضى في التوقّف عن التدخين، ما يعتبر تدبيراً وقائياً هاماً في مواجهة أمراض القلب إنطلاقاً من سلسلة من الخطوات. - بالاضافة الى الخدمات الطبيّة، يقوم المركز بحملات للتوعية أيضاً تساهم في الوقاية من المرض وتعزّز التشخيص المبكر، كما أنّه يسعى الى التثقيف حول المرض وذلك بهدف تعزيز الدرايات، وتبادل الممارسات الفضلى بين مختلف الجهات المزوّدة للخدمات الصحية. - ومن الانشطة التي ينوي المركز القيام بها هي الابحاث، أي السعي الى تطوير بروتوكولات تهدف الى تعزيز الوقاية من أمراض القلب لدى النساء ورصدها ومعالجتها. - كما يسعى المركز الى كسب الدعم والمناصرة الذي يسمح بتعديل التشريعات والأنظمة من أجل ضمان إستفادة النساء المهمّشات من خدمات صحية عالية الجودة. 4 - الاختبارات وأدوات التشخيص أ- يقوم المركز بالعديد من الاختبارات المخبرية أبرزها: - علم الكيمياء - علم الدم - البروتينات - الفيتامينات - فحص البول - الاختبارات الجزيئية - علم الطفيليات - علم الغدد ب- كما يقوم أيضاً بإختبارات علم القلب غير الغازية ومنها: - قياس معدل الكالسيوم في الشريان التاجي - الأشعة السينية للصدر - التخطيط الكهربائي للقلب - مسح بالموجات فوق الصوتية للشريان السباتي - إختبار دوبلر الصوتي للشرايين الطرفية - قياس سرعة موجة النبض • تجدر الاشارة الى أنّ مرض القلب يُعدّ المسبب الاوّل للوفيات في العالم حيث أثبتت الدراسات أنّ أمراض الأوعية الدموية القلبية هي المسبِّب الأساسي للوفيات (45 في المئة من مجمل حالات الوفاة) في لبنان. وكانت أمراض الأوعية الدموية القلبية مسؤولة عن 56 في المئة من الوفيات لدى النساء نتيجة لأمراض غير سارية. (المرجع: منظمة الصحة العالمية -الملف القطري للأمراض غير السارية، تقرير العام 2011- التحديث الأخير في أيار 2012 - لبنان). - تعاني أكثر من إمرأة راشدة على ثلاث من أحد اشكال أمراض الأوعية الدموية القلبية (المرجع: جمعية القلب الأميركية، 2013). - 64 في المئة من النساء اللواتي قضين بشكل مفاجئ بسبب أمراض الأوعية الدموية القلبية لم يظهرن أيّ أعراض سابقة (المرجع: جمعية القلب الأميركية، 2013). - 26 في المئة من النساء بعمر الـ 45 وما فوق اللواتي أصبن بنوبة قلبية أولى مثبتة، يمتن في غضون سنة واحدة مقارنة مع 19 في المئة من الرجال (المرجع: جمعية القلب الأميركية، 2013).