الشيخ رائد صلاح

حكى الشيخ رائد صلاح، زعيم الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل، خلال مؤتمـر جماهيري في أم الفحم، الثلاثاء، قصة الإفراج عنه من سجون الاحتلال، سارداً مواقف طريفة.

وقال "الذي جري معي اليوم كان غريباً جداً وجاء بناء على قرار إسرائيلي غبي بامتياز.. بعدما صليت الفجر قالوا استعد ستخرج الآن، فقلت لهم أنا جاهز لن آخذ أمتعتي سأتركها كل ما سآخذه قرآني وما كتبت من دفاتر داخل السجن وكانت 60 دفترًا جمعتهم في كرتونة كبيرة".

وتابع "عندما أصبحت في ساحة السجن الداخلية قالوا الآن سنأخذك إلى محطة الحافلات المركزية في بئر السبع وهناك انزل واتجه إلى بيتك.. قلت لهم باختصار إذا نزلت هناك أنتم تتحملون المسؤولية لا أعرف وأنتم لا تعرفون ما قد يقع لي.. كل شيء وارد حتى قضية الاغتيال، ما رأيكم أن تأخذوني إلى مدخل مدينة رهط أو حورة قالوا ممنوع فأبلغتهم بتحمل المسؤولية فترددوا وقالوا نتحرك وخلال الطريق نوجهك إلى أين ستنزل؟!".

وأردف الشيخ "سافرت وأنا لا أعرف إلى أين أنا مسافر، بدأت أقرأ اللافتات لأعرف أين أذهب.. وفجأة قرأت لافتة على الطريق مكتوب عليها (معبر رفح) قلت أكيد رايحين غزة"، لينفجر جميع الحضور من الضحك.

وتابع "مشينا بعد فترة من الزمن طويلة، ثم توقفنا عند بلدة يهودية في مدخل عسقلان عند محطة حافلات فرعية مزدحمة فتعجبت وسألت الضابط المرافق فقال أنا أنفذ الأوامر.. وقفت حافلة صعدت فيها قلت لا أعرف أين سأذهب فسلم عليّ طالب جامعي من رهط قال أنا ذاهب للامتحان ادع لي والتقط صورتين معي، ثم أنزلني السائق عند محطة فرعية في بلدة حلون".

وأضاف الشيخ "وقفت لحالي حاملاً الكرتونة بهيئتي تلك وكل القرائن والمواصفات تشير إلى شخصيتي فمرت سيارة أجرة ملاكي وتوقف السائق بمجرد أن رآني وسلم عليّ وأصر على توصيلي فقلت له أوصلني إلى مسجد حسن بك أريد أن أخبر الناس أنني حي أرزق واتصلت بزوجتي أخبرتها أنني في الطريق".

وفي موقف آخر قال الشيخ: "كان معي 70 شيكل عند خروجي من السجن وعندما ركبت التاكسي الأجرة وأوصلني السائق إلى مسجد حسن بك شكرته ومددت يدي لأعطيه الأجرة، فغضي وضرب يدي بعيداً رافضاً أخذها فجاءت الضربة في عداد التاكسي لتؤكد الدفع فأصبح مجبوراً على دفع الـ50 شيكل أجرة المشوار وظل معي الـ20 الباقية" لينفجر الجميع من الضحك.

أما عن عالم الحبس الانفرادي في سجون الاحتلال فقال عنه الشيخ إنه عالم من الآلام والمعاناة وهو امتحان "كيف ينتصر الأسير على مصيدة العزل" وقال "أنا بحمد الله كان لي برنامجي لا أبالغ كنت أشعر أن وقتي قصير خلال هذه الأيام فقد منّ الله علي وقرأت أكثر من 80 كتابًا وكتبت 4 كتب ونظمت 23 قصيدة كلها تتحدث عنا كلنا وعن القدس والأقصى والحرية وبعض القصائد الروحية مناجاة لرب العالمين".

وتابع "العزل هو عالم من المعاناة يحتاج أن يُـكتب عنه الكثير أحد كتبي سيكون بعنوان "الحياة في السجن معزولاً" كتبت بالتفصيل والتحليل أجزاء منه لنقل قدر ضئيل جداً من آلام الأسرى وآمالهم"، مؤكداً صمودهم وناقلا رسائلهم للعالم