المواطنة أمل المنصوري

تحدّت المواطنة أمل المنصوري فقد البصر، وقررت أن تستغل مواهبها وإمكاناتها في التعامل مع التقنيات الحديثة، لتصبح منتجة ومخرجة أفلام وثائقية.

كانت (أمل)، مثل أي طفلة أخرى، تلهو في مدينة السلع، التي تبعد نحو 350 كيلومتراً عن أبوظبي، وهناك أحبت مشاهدة الرسوم المتحركة وتقليد الأصوات، لكن القدر لم يمهلها، إذ تعرضت لفقد البصر وهي لاتزال طفلة، وبإرادة قوية سارت حياتها المهنية مساراً آخر، يختلف عن كل السيناريوهات المتوقعة لها.

أتقنت (أمل) استخدام الحاسب الآلي، وبرامج التعريف الصوتي المخصصة لفاقدي البصر، وبدأت باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وبرامج تحرير الصوت، ثم أنشأت مجموعات إلكترونية لشباب يشاركونها الاهتمامات نفسها في الإخراج و«الدوبلاج»، من المغرب، وسورية، والجزائر، ودول عربية أخرى، وبدأت تقود هذه المجموعات في إنتاج ودبلجة عدد من أشهر الأفلام والمسلسلات الغربية، وإعادة نشرها وبثها عبر الفضاء الإلكتروني للمشاهد العربي، ولاقت الترجمة والمونتاج اللذان تقوم بهما مجموعتها استحسان الكثيرين، كما أثارت دهشتهم الشديدة لجودة المنتج، مقارنة بظروف العمل.

لا تُخفي أمل المنصوري سعادتها الغامرة، وهي تقود فريق إنتاجها لهذه الإبداعات، لكنها «تأمل أن تتمكن ذات يوم من تأطير هذه الجهود تحت مظلة رسمية للإنتاج الكرتوني والدبلجة، لكي يتحول العمل التطوعي ومحبة الهواية إلى عمل رسمي ممنهج، يتطور مع تطور القطاعات الإعلامية في الوطن».