عبد الرحمن السيد

أعلن عبد الرحمن السيد "32 عامًا" الذي رشح نفسه حاكمًا لولاية ميتشيغان، أنّ الرئيس السابق بيل كلينتون ألهمه عندما تحدث في حفلة تخرجه في كلية الطب ودعا الجيل الجديد للعمل السياسي العام، لكن السيد وهو من أصل مصري، قلل من التركيز على وصفه بأنه “المرشح المسلم”، أو أنه سيكون “أول حاكم ولاية مسلم”، موضحًا أنّ دينه “ليس مهماً في هذا العمل السياسي”، ومضيفًا أنّه “لم أترشح لأكون أول حاكم مسلم لولاية ميتشيغان، ترشحت لأكون حاكماً لولاية ميتشيغان، وأنا أيضاً مسلم”.

واعترف السيد بالعراقيل التي تواجه المسلمين في الولايات المتحدة في الوقت الحاضر، لكن قال إنه متفائل حول مستقبل المسلمين في الولايات المتحدة، وحول العلاقات بين الأميركيين والمسلمين في الخارج، ”ظهرت قوانين جديدة كثيرة تعرقل الحريات المدنية للأميركيين، بداية بقانون باتريوت (ضد الإرهاب)، وظهرت بيروقراطيات حكومية كثيرة تعمل باسم الحرب ضد الإرهاب، نصب هؤلاء أنفسهم لمراقبة مواطنين عاديين لا يريدون شيئاً غير التركيز على عملهم أو دراستهم أو عائلاتهم، تصير الحياة صعبة عندما يجد الإنسان نفسه يراقب بسبب اللون، أو اللهجة، أو الذقن الكثيف، أو الحجاب، أو حتى غطاء رأس”.

وقال تلفزيون “إي بي سي” إن السيد “يظل متفائلاً حول قدرته على التواصل مع الناخبين، وحول نقل رسالته إليهم، رغم حساسية وضع الدين في المجتمع الأميركي”، وأضاف أن ترشيح السيد يأتي مع ظاهرة جديدة وسط شباب في الحزب الديمقراطي، هي دخول العمل السياسي العام، وذلك رداً على الرئيس دونالد ترمب، الذي يتهمونه بالتركيز على الكراهية والعنصرية، واشترك بعض هؤلاء الشباب في حملة السيناتور بيرنى ساندرز، الذي ترشح لرئاسة الجمهورية باسم الحزب الديمقراطي، لكن فازت عليه هيلاري كلينتون، قبل أن يهزمها ترمب، وقال السيد إنه كان واحداً من الذين ساعدوا في الحملة الانتخابية للسيناتور ساندرز.

وأضاف "إي بي سي" أنّ ”الحزب الديمقراطي يواجه في الوقت الحاضر قضايا مبدئية، منها مبدأ عدم الاعتماد على رجال الأعمال لإمدادهم بأموال خلال الحملات الانتخابية، أوضحت حملة السيناتور ساندرز أن المرشح يقدر على التركيز على قضايا أساسية، وعلى التواصل مع المواطن العادة، وعلى الحصول على تأييد مواطنين عاديين عبر الولايات المتحدة”، وقال موقع السيد على الإنترنت إنه زار، حتى الآن، 90 مدينة و35 مقاطعة في ولاية ميتشيغان للدعاية لحملته الانتخابية، وإنه ينوي القيام بجولة أخرى في الأسبوع المقبل.

وذكرت صحيفة “ساوث بند تربيون”، التي تصدر في ولاية ميتشيغان، أن السيد “يقوم بحملة انتخابية مفاجئة ونشطة ليكون أول حاكم ولاية مسلم”، وأن قادة الحزب الديمقراطي في الولاية “يكادون لا يصدقون طموحات ونشاطات هذا الطبيب الشاب”، وأيضاً، لا يصدقون إنجازاته، لأنه بمجهود شعبي بسيط، استطاع جمع أكثر من مليون دولار لمساعدته في حملته الانتخابية، و”لابد أنه سيقدر على جمع ملايين أكثر إذا استمر هكذا”.

وبيّنت صحيفة “ديترويت نيوز” أن السيد ينافس أولاً 4 مرشحين من الحزب الديمقراطي نفسه، وإن هناك 3 مرشحين من الحزب الجمهوري يريدون الترشح باسم الحزب، مضيفة "يقول خبراء انتخابات وحملات انتخابية في ولاية ميتشيغان إنهم ليسوا متأكدين من الدور الذي سيلعبه الدين في حملة السيد، سلباً أو إيجاباً، لكنهم انبهروا بقدرة السيد على الاعتماد على عامة الناس، وعلى الشباب، وعلى جمع تبرعات من عامة الناس”، وولد السيد في ديترويت، وكان والده أستاذاً جامعياً في الهندسة الميكانيكية، وأيضاً، زوجة والده، وبعد تقاعدهما، يعملان الآن في مجال إدارة الجامعات.

وأشارت صحيفة “تربيون” إلى أن السيد قال إن الرئيس السابق كلينتون هو ملهمه الأول، وذلك لأن كلينتون كان تحدث في حفل تخرج دفعة السيد في جامعة ميتشيغان، وكان السيد ألقى خطاباً باسم الخريجين، وكان فصيحاً، وأعجبت فصاحته كلينتون، وعلق كلينتون، في خطابه، على ذلك، وقال إنه يتمنى أن يحذو كثير من شباب الجيل الجديد حذو السيد، “دون وضع اعتبارات للأعراق أو الأديان”.