رائد اللحياني

علقت صورة كانت عن ألف كلمة، تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف اللغات.ملتقط صورة المرأة التي أظلّت زوجها من الشمس بجسدها في المسجد الحرام المصوّر رائد اللحياني يقول إنه “لم يكن يتوقع أن تحظى صورته بكل هذا القدر من الاهتمام. واللحياني الذي يعمل ضمن فريق من المصورين قدّموا أعمالاً مميزة توثق حج هذا العام، التقطوا جميعاً نحو ١٥ ألف صورة، كما يقول قائد الفريق حسين الدغريري، إلا أن اللحياني فاز بأكثر الصور انتشاراً.

الصورة التي التقطها من الحرم المكي لرجل يصلي في ظل زوجته التي تقف بجواره، وهي تتبع حركاته أثناء الصلاة لتدفع عنه أشعة الشمس في صحن الحرم وأمام الكعبة المشرفة. وبينما كانت المرأة تفعل ذلك وزوجها خاشع في الصلاة، كان اللحياني يتحين اللحظة المناسبة للفوز باللقطة الأكثر تعبيراً، وبالفعل اقتنصها في أفضل ما ينبغي أن تكون عليه الصورة، وأصدق ما تكون للمشهد الذي عجز المعلقون عن منحه التعبير والوصف المناسب، فانهزمت الكلمات أمام قوة الصورة كما تفعل دائماً.

عن ذلك، يقول أستاذ البلاغة بجامعة أم القرى في مكة المكرمة سعود الصاعدي: «لا ينجح الشعر غالباً إذا كان تهميشاً على صورة فوتوغرافية، لأن الشعر هو ما ينبغي أن يرسم حدود الصورة، لا العكس، فمن الصعب تأطير الخيال»!

الصورة العبقرية سيتم لاحقاً تناقلها على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي والهواتف النقالة، وسيحاول الشعراء نكز قرائحهم، إذ استثارتها تلك الصورة الآسرة، وتتعدد المحاولات بلا توقف، لكن بيتاً واحداً لم يستطع أن يغمر تلك الصورة أو يطويها تحت كلماته. فاضت القوافي وانهمرت البحور الشعرية على اختلاف الشعراء واستعداداتهم الفطرية واللفظية، ولكن بقيت الصورة سيدة الموقف.

وكانت الصورة مكتظة بالمعاني، مشبعة بالعواطف والأحاسيس، لا يمل النظر إليها وهي تصور علاقة قدسية على بياض وصعيد طاهر من الإيمان. ويؤكد اللحياني في حديث مع "الحياة" أنه لم يعتقد أن تصل ردود الفعل على هذه الصورة إلى ماوصلت إليه، إذ كان انتشارها فظيعاً ومدهشاً. وأبدى المصور الشاب سعادته بتواصل الرجل وزوجته في اليوم التالي مباشرة من انتشار اللقطة، وزارهم في البيت وقدم لهم الصورة مطبوعة في لوحة كبيرة، ستبقى معلقة في صدر منزلهما المؤثث بالحب والإيمان.