الأمير محمد بن سلمان

وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قرار وزارة الثقافة الموافقةَ على إصدار تراخيص دور للسينما في مناطق عدة في المملكة ، في الأشهر الأولى لعام 2018؛ بأنه أحدث حلقة من سلسلة المبادرات التي تهدف إلى تحديث المملكة ، مضيفةً أن مثل هذه الخطوات كان تبدو في السابق مستعصية وبعيدة الاحتمال.

وذكرت الصحيفة إن خطوة فتح دور عرض السينما بعد 35 عامًا من الحظر ، تأتي ضمن حملة واسعة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتحديث المجتمع السعودي ، شملت منح السيدات حق قيادة السيارة، وحضور المباريات والحفلات الموسيقية وغيرها من سبل الترفيه العام.

ولفتت الصحيفة إلى أنها تأتي أيضًا ضمن تعهد ولي العهد الشاب بعودة المملكة إلى الإسلام المعتدل ، وتحديدًا ما قبل عام 1979، مشيرة إلى أن التدابير السابقة تزامنت مع تنفيذ حملة واسعة أخرى ضد الفساد ، ترأسها ولي العهد لاستعادة المليارات المنهوبة من قبل مسؤولين بارزين في المملكة.

وقالت وزارة الثقافة والإعلام ، في بيان صحفي ، إن الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع ، ستبدأ في إعداد خطوات الإجراءات التنفيذية اللازمة لافتتاح دور السينما في المملكة بصفتها الجهة المنظمة للقطاع.

وأضافت الصحيفة "سيخضع محتوى العروض للرقابة وفقًا لمعايير السياسة الإعلامية للمملكة ، حيث أن العروض ستتوافق مع القيم والثوابت المرعية ، بما يتضمن تقديم محتوى مُثْرٍ وهادف لا يتعارض مع الأحكام الشرعية، ولا يخل بالاعتبارات الأخلاقية في المملكة".

وذكرت نيويورك تايمز أن غياب دور السينما تزامن مع التقدم التكنولوجي الذي سمح لسكان المملكة بالوصول إلى الأفلام عبر الإنترنت وعن طريق القنوات الفضائية، موضحةً أن الكثير من جيران المملكة وخاصة الإمارات والبحرين لديها دور سينما، وكان يزورها السعوديون بانتظام.

وشددت الصحيفة أنه على الرغم من الحظر الذي واجهته دور السينما في الأعوام الماضية ، فإن المملكة شجعت نشاط صناعة الأفلام في الداخل؛ حيث عُرضت أفلام سعودية في مهرجان بمدينة الظهران الشرقية، في مارس/أذار الماضي، شارك فيه 59 فيلمًا سعوديًّا، فيما عُرضت خارج المملكة أفلام تتناول قضايا مهمة في المجتمع.