الجزائر - الجزائر اليوم
أكدت الباحثة والدكتورة «أسماء حمبلي» أن المسرح الأمازيغي يمكن له أن يصل الى العالمية إذا اعتمد على الدراسات العلمية النقدية والأكاديمية، بعيدا عن الارتجالية التي تميز الأعمال المسرحية خاصة في الفترة الأخيرة.
أسماء حمبلي دكتورة شابة من مواليد 1988 بولاية أم البواقي تنحدر من أسرة بسيطة، وزاولت دراستها بجامعة ام البواقي تخصص أدب عربي، وتحصلت على شهادة دكتوراه في اللغة والأدب من جامعة ميلة وهي الآن باحثة في اللسانيات الأمازيغية، نشرت العديد من المقالات في مجلات دولية محكمة، اشتغلت لفترة بإذاعة ام البواقي الجهوية كمذيعة لحصة معجم الامازيغية « أموال نتمازيغت، أخرجت مؤلفها» الحضور التداولي للمسرح الامازيغي الجزائري» في مارس 2019 تحت اشراف المسرح الجهوي ام البواقي، ويعد هذا الكتاب إضافة كبيرة الى رصيد الفن الرابع الامازيغي، وعن تجربتها في دراسة المسرح الأمازيغي حاورتها المحور اليومي».
بداية ما هو الهدف من اختيارك هذا الموضوع لدراستك؟
الهدف الرئيس الذي تصبو إليه هذه الدراسة التي جاءت بعنوان الحضور التداولي في المسرح الأمازيغي الجزائري- دراسة نقدية لسانية (المسرح الجهوي ام البواقي نموذجا)، هو أنه يبين للقارئ كيف استطاعت اللغة الامازيغية أن تخرج من كونها لغة يتم تداولها في الحياة اليومية فقط الى لغة إبداع، بما في ذلك المسرح على اعتبار أنه أبو الفنون، فالأمازيغية استطاعت أن تدخل هذا الفن خاصة في الفترة الأخيرة التي أصبحنا نشاهد فيها عددا مهما من الأعمال المسرحية بهذه اللغة، ما مكنها من أن تظهر خصوصيتها وتفرض نفسها وسط هذا الكم الهائل من الإنتاجات من خلال منهج التداولية الذي يدرس كيف تستعمل اللغة لكي تؤثر على الآخر وتغير واقعنا.
كيف كانت انطباعات القراء الأولية اتجاه هذا المؤلف؟
لاحظت إقبالا كبيرا على شراء الكتاب خصوصا من طرف الطلبة الجامعيين والمهتمين بالمسرح عامة، سيما الذين هم بصدد إجراء مذكرات تخرج عن المسرح الامازيغي، وكلنا نعلم شح الإنتاجات في هذا الموضوع، الذي نتمنى أن يأخذ حقه مستقبلا من طرف الباحثين والمختصين، ومن خلال مشاركاتي في بعض التظاهرات كتظاهرة مسرح الطفل بام البواقي، حيث قمت بعملية بيع بالتوقيع للمؤلف في مكتبة المطالعة الرئيسية لام البواقي، وقد كان ذلك اليوم مميزا بالنسبة لي حيث تفاجأت بالاهتمام الكبير الذي اولاه الزائرون الذين اشتروا المؤلف، وهذا دليل على اهتمام الطلبة بالدراسات الخاصة بالمسرح التي يمكن لها ان تثري الفن الرابع وتعطي له إضافة جيدة من الجانب الأكاديمي، كما أحيطكم علما انني بصدد ترجمة الكتاب الى اللغة الإنجليزية حتى يستفيد منه كل المهتمين في المسارح العالمية، والتعريف باللغة الامازيغية الشاوية وايصالها الى كل العالم، وقد قدمت للدكتورة دعوة في باريس من طرف الجمعية الثقافية للأمازيغية حيث ستكون لها فرصة للترويج وبيع كتابها في فرنسا.
ما هي الرسالة التي يمكن أن توجهينها للمختصين في المسرح الأمازيغي؟
أدعو كل الفنانين والمخرجين وحتى الكتاب المسرحيين أن يعتمدوا على مثل هذه المقاربات الأكاديمية في المسرح، أي أنه عليهم صقل موهبتهم سواء في التمثيل أو الإخراج المسرحي بالعلم والدراسات الأكاديمية حتى نجعل المسرح الأمازيغي مسرحا عالميا بمعنى الكلمة، لأنه وللأسف ومن خلال مشاهدتي لعدد لا يستهان به من المسرحيات باللغة الأمازيغية لاحظت وجود الكثير من الأخطاء والتي يمكن القول إنها أصبحت شائعة في الجانب التقني، والتي يمكن تجنبها فقط إذا استخدمنا هذه الدراسات في المسرح.
بما أنك ابنة مدينة أم البواقي، ما رأيك فيما يقدمه المسرح الجهوي لهذه المدينة؟
أقولها وبكل أسف الواقع الذي يعرفه مسرح أم البواقي الجهوي غير مرضي تماما، كونه يعاني التهميش سيما من حيث مشاركاته في الجزائر أو خارج الوطن، لذلك أدعو من خلالكم الجهات الوصية للاهتمام بالفن الرابع في هذه المدينة التي لطالما أنجبت مبدعين كبار
قد يهمك ايضا: