الأعلامي نور الدين لوحال

تمت إعادة نشر كتاب «انقذوا قاعاتنا السينمائية» للإعلامي نور الدين لوحال، مؤخرا عن منشورات «أفرامد»، والذي وقف فيه المعني على وضع العديد من القاعات التي عرفتها الجزائر العاصمة طيلة 50 عاما، بين تلك التي تم غلقها وطالها الإهمال بتحولها إلى أوكار للمنحرفين، معتبرا عبر 287 صفحة من هذا الكتاب أن الوضع الحالي لها يعكس الوجه الشاحب الذي يظهر به الفن السابع في بلادنا.

كشف نور الدين لوحال عن بلوغ عدد قاعات السينما في الجزائر مباشرة بعد الاستقلال، 432 قاعة سينمائية، من بينها 50 قاعة في العاصمة و35 أخرى في وهران، والتي شهدت وقتها إقبالا كبيرا بجمهور ذواق يعرف القيمة الحقيقية للأعمال المقترحة، كما أن محاولته فهم الجزئيات في كل ما يقدم له في مثل هذه الحصون جعله لا يتردد في اقتناء التذاكر وإبداء آرائه ونقده للأعمال في تلك الحقبة من الإبداع، وقد بلغ عدد المقبلين عليها 9 ملايين شخص، بشكل يعكس قيمة السينما في الماضي قبل أن تتيه بين مزاج مسؤولين أهملوا كثيرا القطاع ومحاولات مبدعين الحفاظ على ماء الوجه بإنتاجات ترفض موت السينما في الجزائر.

الكتاب يمثل نصف قرن من التحقيقات وتحسر على جزء من الذاكرة السينمائية ذهب أدراج الرياح وتلك المرحلة التي كان فيها الذهاب لمتابعة أعمال السينمائيين المحليين والأجانب في القاعات حدث مميز يعكس ثقافة ووعي شعب جيل بكامله.

من قاعة «راكس» إلى «الماجيستيك»، مرورا إلى «ريتز» و»لينكس» بباب الواد، هذه الأماكن القديمة والتي تحدث المار عليها عن تحضر جيل مميز عن تنويرها للحياة الثقافية للجزائريين، ذكرها لوحال بنوع من التحسر على مجد ضاع بسبب ما أسماء «غباء الإنسان»، ومست عملية التجريد التي قام بها الكاتب قاعات بالأبيار، حسين داي، بلكور وباب الواد.

وبريشة يشدها الحنين إلى الذكريات الماضية، يتحدث لوحات عن كيفية تنوير القاعات المظلمة الساحة الثقافية الجزائرية في زمن معين قبل ان يتحول كل شيء إلى رماد بين أسوار بعضها التي انهارت، وأخرى تم علقها خلال العشرية السوداء من طرق أعداء النور، وأخرى تبحث عن مهتم بها لعلها تثأر لسنين الفتور.

وعاد لوحال إلى القانون الصادر عام 1983 والذي أوكل تسيير قاعات السينما لبعض المقاولين الذين يفتقدون لثقافة سينمائية تجعلهم ينهضون بالقطاع، وبقي القليل منها يقاوم في عصر الرقمنة، ليختتم كتابة بجولة «سينمائية» في حي الطفولة بالقصبة وقاعاتها التاريخية بما ميز كل واحدة منها من عروض، على غرار قاعة «الأطلس»، والتي تبقى راسخة في الذاكرة رغم زمن الرداءة التي يحاول أن يمحي الجمال في كل مرةن كما تطرق للواقع السينمائي ببعض الولايات التي كانت لها الكلمة في هذا المجال سابقا، على غرار تبسة، وهران، تيزي وزو وسطيف.  

قد يهمك ايضا:

إطلاق سراح الممثل الجزائري عبد القادر جريو

الممثلة الجزائرية بشرى عقبي على قيد الحياة