مريم الحربي

نصحت مريم الحربي الحائزة على جائزة "أفضل مرشد سياحي" في السعودية لعام 2017 بنات جنسها بالالتحاق بركب قطاع الإرشاد السياحي، واصفة هذه المهنة بـ"الممتعة" وفيها خدمة تعريف السياح بآثار المملكة، إضافة إلى مردودها المادي المجزي في المواسم وفرص الوظائف الكبيرة المتاحة في هذا المجال.

وقالت مريم  "بدأت رحلة العمل في الإرشاد السياحي عام 2013 حباً في هذا المجال، وأنا الآن طالبة ماجستير في كلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود على وشك التخرج"، مضيفة: "تخصصت في تقديم الإرشاد السياحي بمنطقة المدينة المنورة، لأنها مقر سكني، وعززت حضوري بأخذ دورات في مركز بحوث ودراسات المدينة، هذا المركز متخصص في البحوث التي تخص المدينة الأثرية والتاريخية، والدورة كانت تحت مسمى "الدورة المكثفة لمعالم وتاريخ المدينة المنورة"، قدمها نخبة من المتخصصين في معالم المدينة، ومن ثم أخذت "دورة مرشد" من جامعة طيبة وهي التي أهلتني للمجال، ونظمتها جامعة طيبة وجمعية "إنها طيبة" التي تجمع كثيرا من المرشدين ولكن جميعهم رجال".

ولفتت الحربي إلى أنها تقدمت بطلب رخصة من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ولكن طلبها جوبه بالرفض لعدم وجود أوامر لإصدار تراخيص للنساء حسب إفادتها.
وذكرت مريم الحربي أن عدم حصولها على ترخيص رغم الوعود التي حصلت عليها هي وزميلاتها من الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تسبب في تجنب التعامل معهن من بعض مكاتب السياحة خشية الوقوع في مشاكل، على حد وصفها.

وشددت على أن بعض المرشدات السياحيات وحتى لا يقعن في مشاكل عدم وجود رخصة فإنهن لجأن لتغيير المسمى إلى مطوفات عبر مكاتب أدلاّء الحج والعمرة.
وبينت أنها من خلال تسويقها لمهنة الإرشاد السياحي بين معارفها وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، انعكس ذلك على الإقبال الكبير من زوار المدينة داخل السعودية ودول الخليج.

وعن الجائزة التي انتزعتها بعد منافسة محمومة مع الذكور قالت: "الجهة التي منحتني الجائزة اسمها "جوائز التميز السياحي"، وهي تحت مظلة هيئة السياحة والتراث الوطني، وكان ذلك عبر التصويت، والجائزة لا تشترط حصول المرشد على ترخيص للدخول في المنافسة، وكنت السيدة الوحيدة التي رشحت نفسها".

وحول أكثر المواقف صعوبة واجهتها مع السياح ذكرت مريم أن حاجز اللغة كاد يشكل عائقاً أمامها لولا أنها تغلبت على ذلك بالتعاون مع فتيات مترجمات من نفس جنسيات الزوار الذين يتوافدون من مختلف أقطار العالم الإسلامي.

واعتبرت أن أكثر الأسئلة الشخصية التي تتردد عليها من الضيوف هو: "كيف إنتي سعودية وتعملين مرشدة سياحية؟"، عدا ذلك تتمحور أكثر التساؤلات التي تجيب عنها حول الآثار النبوية والتاريخية في المدينة المنورة.

وأوضحت مريم في ثنايا حديثها أنها تحظى بدعم وتشجيع على الاستمرار في المهنة من أمها وزوجها مضيفة: "الحمد لله لم أواجه أي مشاكل من العائلة، وأتمنى أن أؤسس أكاديمية متخصصة في تدريب الإرشاد السياحي، تكون على مستوى المملكة، ويكون في المدينة المنورة اهتمام أكاديمي للسياحة بالنسبة للبنات، وهناك أكاديميات في مكة المكرمة وجدة، ولكن في المدينة تقتصر كلية السياحة والفندقة على الذكور".

وأشارت إلى أن نسبة السعوديات العاملات في المجال 10%، وهذا الرقم والحديث لمريم قليل جداً، وهن موزعات على مناطق المملكة.