الأيام الوطنية لمسرح الطفل

دعا رئيس الجمعية الثقافية «زهير دريوش»، مولود بوسمار، الناشطة بعاصمة الحماديين منذ 1994، التي نظمت الطبعة الرابعة للقاءات مسرح الطفل، بداية من 21 ديسمبر الماضي والتي اختتمت فعالياتها أمس، إلى الاعتراف بهذا الحدث تظاهرة ثقافية وطنية، بعد أن بات عادة سنوية رغم قلة الإمكانيات لإرساء عمل محترف بجميع المقاييس.  

عاشت بجاية على وقع حدث تزامن مع الفتور الذي تشهده الساحة الثقافية في هذه الولاية والذي استقطب العائلات بكثرة التي رافقت أبناءها لمتابعة العروض المختلفة في إطار لقاءات مسرح الطفل التي تعودت «يما قورايا» على استضافتها مع حلول عطلة الشتاء من تنظيم جمعية «زهير دريوش»، ورغم قلة الإمكانيات والتسيير الحذر بسبب شح الميزانية -على غرار العديد من الهيئات الثقافية التي تنشط في الميدان محاولة كسر الصمت والابتعاد عن الروتين، تمكنت هذه الجمعية من جعل هذا الحدث موعدا سنويا يثير الاهتمام وتثني على جهود منظميه العديد من العائلات التي تتابع الجديد فيه كل سنة.

طبعة هذا العام، رفعت لروح الفنان الكوميدي، محمد فتيس، الذي وافته المنية إثر تعرضه لحادث مرور، رفقة صديقة زهير دريوش -الذي تحمل الجمعية المنظمة اسمه-وهما اللذات تعرفهما خشبة المسرح الجهوي «مالك بوقرموح» ببجاية، وكان لهما الشرف في تقمص دورين في المسرحية الشهيرة لابن قرية إغزر امقران وشقيق المخرج الراحل عبد الرحمان بوقرموح والتي يعرفها العام والخاص وصنعت تميزا في 1989 «حزام الغولة» وهي اقتباس لنص روسي ألفه فالونتان بترفيتش كاتياف تحت اسم «رباعية الحلقة» وقد كشف منظمو الحدث المذكور آنفا عن كون هذا العمل كان موضوع رسالة دكتوراه لمالك بوقرموح قبل ان تترجم على الخشبة حين عين مديرا على المسرح الجهوي لبجاية، وكان عمر فطموش مخرج المسرحية وقتها، فيما مثل فيها كل من الراحلين، ريهانا، لطرش، عزازني، وباهية إضافة إلى دور تقمصته الممثلة ليندة سلام.

لقاءات مسرح الطفل في طبعتها الرابعة ببجاية شاركت فيها ثماني فرق مسرحية قدمت من سطيف، الجلفة، تلمسان، بومرداس، تيارت، الأغوا، باتنة إلى جانب عاصمة الحماديين، فيما تم تشكيل لجنة تحكيم من جامعيين، نقاد مسرح وسينما، ورجال معروفين في الفن الرابع، ورغم محدودية الميزانية، تمن برمجة ورشتي تكوين، وفي ظل غياب نوات حول مسرح الطفل، ارتأى المنظمون إلى برمجة نقاشات بعد كل عرض مسرحي، بمعدل عرضين يوميا.

ولعل ما يجعل تجربة جمعية «زهير دريوش» تستحق الثناء، اعتمادها على المساهمات المالية لمصنعين وهيئات محلية تدعم التظاهرة سنويا محاولة دفع العجلة إلى الأمام وتحفيز المنظمين على إبقاء الفعل الثقافي قائما، حيث أن لقاءات مسرح الطفل ببجاية يساعدها 17 ممولا من مدراء بنوك، وفنادق، إلى جانب وكالات السياحة إلى جانب بعض المؤسسات الخاصة ودعم المجلس الولائي والمجلس البلدي لبجاية، كما وجه المنظمون الشكر لمديريتي الشباب والرياضة وكذا الثقافة على تحفيزهما لهم لمواصلة تنظيم مثل هذه التظاهرات التي باتت تعرف نجاحا على المستوى المحلي، في انتظار التفاتة وزارة الثقافة لمنحها بعدا إقليميا لفرض نفسها كحدث ثقافي بقيمته الحقيقية. وتلح هذه الجمعية الثقافية على الاعتراف الرسمي بهذا الحدث، وأشار مسؤولوها إلى أن الجمعية لا تستفيد من إعانات مالية كبيرة إلا بمساهمات فناني المنطقة، منتخبين وإطارات من مديرية الثقافة لولاية بجاية إلا انها لا تزال صامدة في خدمة الحقل الثقافي المحلي.

قد يهمك ايضا:

إطلاق سراح الممثل الجزائري عبد القادر جريو

الممثلة الجزائرية بشرى عقبي على قيد الحياة