رأس السنة الأمازيغية

تستعد عدد من المؤسسات الثقافية وبمناسبة الاحتفالات الخاصة بالسنة الامازيغية الجديدة “يناير” 2971، لتنظيم أنشطة ثقافية تتماشى وطبيعة المناسبة، التي ستشهد مدينة منعة بولاية باتنة انطلاقها الرسمي، لعدما تم اختيارها من طرف المحافظة السامية للأمازيغية.

انطلقت هذه الأيام في عدد من المؤسسات الثقافية التحضير للاحتفالات الوطنية بعيد رأس السنة الأمازيغية “يناير 2971” والتي سيتم تكيفها هذه السنة مع الظرف الصحي الاستثنائي الناجم عن جائحة كوفيد-19، ومن المقرر أن تنطلق هذه الاحتفالات الرسمية في التاسع من شهر جانفي المقبل بمدينة منعة بباتنة ، والتي لم اختيارها لثراءها بالموروث الثقافي والتراث المادي واللامادي، وستتضمن الاحتفالات التي ستستمر إلى غاية 13 جانفي وتنظمها الجمعيات الثقافية بالجهة عديد المعارض، منها الخاصة بالتراث المادي واللامادي وكذا الصناعات والمنتجات التقليدية والكتاب والوسائط السمعية-البصرية باللغة الأمازيغية، بالإضافة إلى عملية تشجير رمزية لـ 1000 شجيرة ببلدية منعة، كما ستعرف التظاهرة تنظيم ملتقى أكاديمي علمي بعنوان “الثقافة الأمازيغية، بين الإبداع والتلقي في الفنون (سينما ومسرح وفنون تشكيلية وموسيقى)” و ذلك بالتنسيق مع جامعة باتنة 2 ومختبر الجماليات البصرية في الممارسات الفنية الجزائرية وكلية الأدب العربي والفنون لجامعة عبد الحميد بن باديس لمستغانم.

كما يتضمن برنامج التظاهرة عدة أنشطة، منها تدشين جدارية فنية ببلدية منعة ليختتم بقافلة تضم وفدا فنيا وأدبيا من ولاية باتنة تتجه نحو الجزائر العاصمة للمشاركة في حفل تسليم جائزة رئيس الجمهورية للغة والأدب الأمازيغي المزمع تنظيمه أمسية 12 جانفي المقبل بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال والذي سيتم فيه الإعلان عن الفائزين في المحاور الأربعة والخاصة باللسانيات الأمازيغية والأدب الأمازيغي والتراث اللامادي وكذا الأبحاث التكنولوجية والرقمنة.

من جهتها شرعت دار الثقافة مالك حداد بقسنطينة في التحضير للمناسبة من خلال إنتاج عرض مسرحي جديد يحمل عنوان “القربان الأخير لعروس المطر” للكاتب عصام بن شلال، ومن إخراج على عيساوي، وسيتكفل الفنان سليم سوهالي بالكوريغرافيا والموسيقى، ويجسده على الركح كل من كريم بودشيش وسعيد بولمرقة.

تدور أحداث نص”القربان الأخير لعروس المطر” الذي توج به كاتبه بجائزة على معاشي لجائزة رئيس الجمهورية لسنة 2018، حول قصة أسرة أمازيغية، عاشت رأس السنة “يناير” عام 1200 قبل الميلاد، بطريقة غير مألوفة في زمن الأولين وتحدثت من خلالها البطلة “سيليا” وأمها وعمها مع “قدموس” الشاب الفينيقي التاجر القادم إلى أرض الأمازيغ، عن رأس تلك السنة الأمازيغية و كيف كان إله المطر يخطف الفتيات العذراوات من أسرهن، لكن ليست كل العذارى مرشحات ليكن قرابين للإله “أنزار”.

من جهتها ستنظم جمعية البدر الشبابية والثقافية بولاية المدية بالتنسيق مع مديرية الثقافة لذات الولاية، تنظم مسابقة الصغار للباس التقليدي الجزائري، وقد حددت الفئة العمرية المشاركة لسن ما بين 3 إلى 7 سنوات، وتخص الذكور والإناث.

…”يناير” رأس السنة الامازيغية

يرتبط اسم “يناير”بالاحتفالات السنوية للسنة الامازيغية الجديدة التي تصادف الثاني عشر جانفي من كل سنة، حيث يحتفل الجزائريون اليوم بمرور 2971 من انتصار الزعيم الأمازيغي شيشناق على رمسيس الثاني، فرعون مصر، وتختلف الاحتفالات في الجزائر خصوصا والمغرب العربي عموما، من منطقة إلى أخرى نظرا لاختلاف تقاليد وعادات كل منطقة، ويحتفل الامازيغ في مناطق المغرب العربي وفي الجزائر اليوم بحلول السنة الامازيغية الجديدة التي تسبق التقويم الميلادي بحوالي 951 سنة، ويربط الكثيرون هذه المناسبة بإحدى الروايتين، الأولى هي الارتباط الوثيق بالأرض، باعتبار هذه الفترة من السنة بداية السنة الفلاحية، وهي مناسبة فلاحية يحتفل بها في الكثير من النواحي الجزائرية تيمّنا بمجيء سنة فلاحية جيدة خضراء، وليست مقتصرة على المناطق البربرية، حيث يقوم الناس بتناول شربة يناير على لحم قرابين الديوك أو الأرانب· ويدخل هذا اليوم ضمن ما يسمى بأيام العواشير، التي تعتبر قبل كل شيء أياما دينية·

أما المعنى الحرفي ليناير فهو “أيور” الشهر، “ين الأول” وبخلاف التقويمين الهجري والميلادي، فإن رأس السنة الأمازيغية، لا يتعلق بأي احتفال ديني أو تعبدي، أما الرّواية الثانية المتداولة أن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، مردّه إلى انتصار الزعيم الأمازيغي شيشناق على رمسيس الثاني·

وتحضر الاحتفالات في الجزائر في مختلف مناطقها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وبمختلف عاداتها وتقاليدها، ففي منطقة بوسعادة والمسيلة والجلفة توضع مأكولة “الشرشم” في المائدة النايلية، فتتغنى النايليات ”كل الشرشم لا تحشم قاع الحلة ما فيها شي”، وهي أكلة بالحبوب الجافة ويتخذ النايليون من هذا اليوم، يوما للفرح وللحزن معا وتشارك تقاليد أولاد نايل كل الجنوب الشرقي للجزائر، ويحرص سكان منطقة القبائل في بداية اليوم على ذبح ديك عن الرجال ودجاجة عن النساء ودجاجة وديك عن الحامل ويعتبر واقيا من الحسد والعين، وتقوم النساء بتحضير ”سكسو سوكسو” أو ”الكسكس باللحم” والخروج إلى الحقول، وفي الغرب الجزائري تتلون القعدات ب ”الدقاق” التي تتكون من الفول السوداني والجوز ثم الطبق الرئيسي المتمثل في أكلة ”العيش” بالدجاج، أما منطقة الشرق فيتأهبون في كل 12 من جانفي، لاستبدال أثاث منازلهم في الصبيحة، وبعد ذلك صبغ جدران البيت ثم تأتي ”الشخشوخة” الأكلة المفضلة عند أهل الشرق·

أما منطقة العاصمة، فالاحتفال برأس السنة الأمازيغية يعتبر فرصة لتجمع الأسر حول مائدة واحدة، حيث تحيي العائلات تقاليدها الخاصة بهذه المناسبة بتحضير ”الرشتة” و”الكسكسي”، إلى جانب “الدراز”، حيث تشتري العائلات في العاصمة وفي مختلف ولايات الوطن مجموعة معتبرة من المكسرات والحلويات التي يتم رميها على أصغر فرد من العائلة، حيث يوضع الطفل في قصعة ويتم توزيع الحلوى عليه، وهو ما يعتقد أنه يجلب الحظ السعيد ويجعل أيامه حلوة وجميلة

قد يهمك ايضا:

السيوفي تؤكد أن المؤسسات الثقافية لا تدعم الأدب الساخر 

أميناتا مايغا تزور المواقع الأثرية و المؤسسات الثقافية في الجزائر