الجزائر - الجزائر اليوم
اغتنم وزير الشباب والرياضة الأسبق كمال بوشامة فرصة تقديم كتابه الأخير الأمير عبد القادر وعائلته، المرحلة الأخيرة من بلاد الشام” بفضاء ميديا بوك” بالعاصمة” للعودة إلى قضية فيلم الأمير حيث كشف بوشامة أنه عندما قرر الاستقالة من مهمته كمحافظ لتظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية في 2007، أخبره بلخادم عندما حاول ثنيه عن الاستقالة أنه تم رصد 10 ملايير لفيلم الأمير، وكان سيكلفه بالبحث عن سيناريست ومخرج من هوليود لإنجاز هذا الفيلم، لكن بوشامة اقترح التوجه إلى سوريا والاستعانة بصبحي فرحات الذي كتب فليم الرسالة ونبيل طعمة الذي أنجز هولاكو لكن غياب الإرادة غيب الفيلم إلى الأبد.
وفي سياق عرضه للكتاب قال بوشامة إننا في الجزائر قزمنا الأمير عبد القادر، وإننا اليوم مطالبون بإعادة الاعتبار لهذه الشخصية بتصحيح عبارة “استسلم الأمير” لفرنسا الموجودة في الكتب المدرسية ونضع بدلها عبارة أنهى الحرب.
وعاد بوشامة في محاضرته إلى حياة الأمير في الجزائر ومقاومته لفرنسا وسنوات المنفى ببلاد الشام. وتوقف طويلا المحاضر عند عبقرية الأمير في الحرب والسلم، فهو شخصية جمعت بين عدة جوانب فهو مخطط فذ، وجندي شجاع، وأمير نبيل وصوفي متبحر وأديب بارع…
أوضح بوشامة أن الأمير عبد القادر قرر إنهاء الحرب حتى لا يباد الشعب الجزائري، وتفعل فيه فرنسا ما فعلته أمريكا في الهنود الحمر. فالأمير لم يكن بإمكانه أن يواصل الحرب لأن القبائل تخلت عنه، كما تخلى عنه جيرانه، حيث وعد مولاي عبد الرحمان بتقديم الأمير عبد القادر لفرنسا. إلى جانب الخيانة التي تعرض لها لأمير من طرف فرنسا حيث وعدته بأن يسافر إلى الإسكندرية أو عكا بفلسطين عند توقيع الاتفاق. لكن الأمير وجد نفسه في سجن في طولون قبل أن يجد نفسه في فورت لامالج في تولون، ثم في بوا وأخيراً، في قلعة أمبواز قبل أن يتم السماح له لاحقا بالهجرة إلى سوريا “بلاد الشام” حيث كانت للأمير هناك مواقف كبيرة حيث ساهم في إطفاء نار الفتنة بين المسلمين والمسحيين عندما عرض حمايته على المسحيين هناك.
وقد فصل كثيرا بوشامة في دور الأمير عبد القادر في الوقوف في وجه فرنسا التي أرادت وضع يدها على سوريا تحت ذريعة حماية المسحيين، وهي التي سعت إلى إذكاء نار الفتنة بين المسلمين ومسيحيي الشام من أجل السيطرة على البلاد، وقد صدق الأمير لأن فرنسا فرضت سيطرتها على بلاد الشام لاحقا. مواقف الأمير في الشام كانت تليق بمقامه كأمير، ورجل عبقري حيث ساهم في إقناع الأطراف التي كانت رافضة لبناء قناة السويس وقد حضر يوم التدشين.
لم يفوت كمال بوشامة فرصة حديثه عن مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة دون العودة إلى قضية ماسونية الأمير، حيث قال يجب أن توضع هذه القضية في سياقها الصحيح فالأمير اعتبر الماسونية حركة دينية وسعي لأن يقنعهم بالعمل على استنكار الاستعمار في بلاده، لكن رفض أن يكون وسيلة هذه الحركة في الشرق الأوسط وغادرها يوم وجد أن “الإسلام أكبر وأعمق” منها فالأمير رجل دين وصوفي كبير كما يقول بوشامة وليس مجرد رجل بسيط حتى ينقاد إلى أي حركة هكذا دون أن يكون على دراية بما هو مقدم عليه.
قد يهمك ايضا:
سارة السهيل تحاضر حول "أسس بناء أسرة في زمن المتغيرات" في المكتبة الوطنية
انطلاق الطبعة الأولى من المهرجان الوطني للشاب الفكاهي بمشاركة 30