الناخب الوطني جمال بلماضي

يلعب الخضر مساء الإثنين مباراتهم الرابعة ضمن تصفيات أمم إفريقيا، في هراري في ظروف جوية وطبيعية واجتماعية مختلفة تماما عن المباراة الأولى، التي فازوا فيها بثلاثية من اجتهادات فردية، من دون إقناع، وإذا كان همّ الجزائريين هو انتزاع بصفة رسمية بطاقة التأهل في المركز الأول، إن تحقق الفوز يوم الإثنين فإن الجزائريين، يتطلعون لمواصلة سلسلة النتائج الإيجابية مع جمال بلماضي الذي لم يخسر في 21 مباراة كاملة متتالية بما فيها مباريات خارج الديار في أراض إفريقية صعبة مثل طوغو وسيشل، وحتى أمام منتخبات القارة من الكبار ومنهم نيجيريا والسينغال وكوت ديفوار، ناهيك عن مباريات أمام منتخبات كبرى على غرار كولومبيا والمكسيك.

الجزائريون الذين انتظروا بشغف ظهور أشبال بلماضي في مباراة رسمية، أحسوا بقلق في مباراة 5 جويلية التي حقق فيها الخضر الفوز من دون أدنى إقناع ولولا خبرة الثنائي فيغولي ومحرز، ما تحقق الانتصار، وهو ما جعلهم يتشاءمون بخصوص مباراة الغد، لأن زيمبابوي أبان عن شخصية قوية وروح قتالية ومغامرة بلا حدود نحو المرمى ففاز تقريبا بكل الكرات الثنائية والعالية، وكان اندفاع لاعبيه أحيانا يهدّد لاعبي الخضر بالإصابة، ولا أحد يمكنه تقبل إصابة رياض محرز مثلا وهو يريد العودة بقوة لفريقه مانشستر سيتي، أو إسماعيل بن ناصر الذي قد تخسره الميلان هذا الشتاء لصالح فريق أكبر، أو رامي بن سبعيني الذي قد يزامل كريستيانو رونالدو مع جوفنتوس، وحتى جمال بلماضي الذي يهمه تحقيق الانتصارات والاطمئنان على تأهل الخضر، لا يريد أن يضيّع أيضا مكانة لاعب مع ناديه أو فرصته في الانتقال إلى ناد كبير، من خلال مصادمة عنيفة في زيمبابوي في حكاية أمم إفريقيا التي تأهل إليها الخضر سواء في مباراة الإثنين أو بعدها، وهي مسألة وقت ليس إلا. كما أن تحقيق خسارة أمام زيمبابوي ليس أسوأ من إصابة أي لاعب في المنتخب الجزائري في مباراة ستلعب في أجواء مختلفة وربما على أرضية من العشب سيئة، وباحتكاكات من منتخب يعلم بأن هزيمته ستعني تضييع حلمه في التواجد في كأس أمم إفريقيا في الكامرون.

سيعتمد جمال بلماضي في الدفاع على نفس الرهان، من خلال وضع بلعمري وماندي حول مبولحي وقد يضخ تاهرات للمساعدة في الكرات العالية بين الدفاع وخط الوسط، كما أن مباراة زيمبابوي، تتطلب اللاعب الدبابة عدلان قديورة، ما يعني تواجد فيغولي ضمن الأساسيين سيكون محل شك، رفقة رياض محرز الذي قد يبقى على دكة الاحتياط. ورياض محرز في مباراتي المكسيك وحتى زيمبابوي في العاصمة لم يكن في حالته الجيدة في المرحلة الأولى، ويبقى الدفع بهما في الشوط الثاني محتملا جدا، وبالرغم من الكلام الجميل الذي قاله بلماضي على زرقان وعريبي، إلا أن مشاركتهما مستبعدة سواء كأساسيين أو كاحتياطيين، وتبدو حظوظ آدم وناس كبيرة لشغل مكان رياض محرز، فالمباراة في حاجة إلى هجمات معاكسة واستفزاز المنافس لارتكاب الأخطاء والهفوات وهي فرصة من ذهب ليقول آدم وناس كلمته مع الخضر، ولن يجد بلماضي محاربا في منصب قلب الهجوم مثل بغداد بونجاح، وتبقى مشاركة ياسين براهيمي الذي ظهر عليه العياء في المباراة الأخيرة واردة، لأن مهارات ياسين ستظهر في وجود مساحات هذه المرة.

مباراة الإثنين مختلفة تماما عن مباراة الخميس، ففريق زيمبابوي الذي لعب المباراة الأولى تحت شعار ليس لي ما أخسر، سيلعب هذه المباراة بحذر على الأقل في الشوط الأول، فإذا كان أنصاره لم يلوموه على هزيمة العاصمة الجزائرية فهم يطالبوه بالفوز على الخضر للتمسك بكل الحظوظ للتأهل لدورة الكامرون، خاصة أن زيمبابوي ستستقبل زامبيا على أرضها ويصبح الفوز عليها حصولا رسميا على بطاقة التأهل رفقة المنتخب الجزائري حسب المنطق. لا نظن بأن جمال بلماضي قد استقر على التشكيلة التي سيواجه بها زيمبابوي، ولكن المؤكد أنه سيريد تفادي الهزيمة بأقل الأضرار، وسيراهن على وجوه جديدة ومنها ربما ديلور وآدم وناس وحتى سعيد بن رحمة من أجل المنافسة الشرسة والإيجابية على مقعد أساسي مقبل في الفريق الوطني، ولن يكون ذلك باللعب من دون فعالية ومن دون بصم على قوة حقيقية في منتخب ينتظر منه أنصاره الفوز في هراري ودفع الشك الذي سكنهم في مباراة الخامس من جويلية.

قد يهمك ايضا:

مدرّب الجزائر جمال بلماضي يوجّه رسائل تحفيزية للاعبي منتخب الشباب 

جمال بلماضي يكشف سلبيات الجزائر خلال مواجهة نيجيريا