الشاب السعودي يحيى تهامي مجرشي

لم يحلم يحيى تهامي مجرشي يوماً بأن يصبح غاسل صحون، لكن الأقدار رسمت طريقها رغما عنه، لم ييأس وبدأ مشواره بجد ومثابرة، ورغم التحديات والإحباطات قاد أقداره للأفضل، حتى أصبح مديراً لإحدى الشركات المعروفة.

وعن تجربته هذه، يقول الشاب السعودي، يحيى تهامي مجرشي، "ليس الهدف من قصتي الحصول على التعاطف والشفقة بقدر مشاركة دروس بسيطة تعلمتها في الحياة، وأود نقلها لأبناء وطني".

ترعرع يحيى تهامي مجرشي في حضن أسرة بسيطة، وكان كغيره من الطلاب ذوي الهمة، مجتهدا في مدرسته، حريصا على التفوق، عندما وصل الصف الأول الثانوي، توفي والده ومعيل الأسرة، فاضطر إلى الدراسة والعمل بهدف سد احتياجات أسرته التي توفي معيلها الرئيسي، وبدافع المسؤولية أيضا، ومن هنا بدأت قصة مجرشي مع المثابرة.

بحكم صغر سنه وعدم امتلاكه لأي مهارات وظيفية، انسدت في وجه مجرشي جميع فرص العمل، ولم يجد أمامه إلا وظيفة "غاسل للصحون" في أحد المطاعم.

وفي هذا السياق، يقول مجرشي "لم أحلم يوما بأن أعمل بهذه المهنة، لكنها كانت مدخلي الوحيد إلى العمل". ويضيف "مشكلة أخرى واجهتني، وهي التوفيق بين عملي الشاق والدراسة، حيث كنت أخرج من المدرسة ظهرًا وأذهب مباشرة للعمل وأستمر فيه حتى منتصف الليل، لكن تفهّم أساتذتي لوضعي ساعدني في تجاوز هذا التحدي".

من التحديات التي واجهت مجرشي - وما أكثرها – هي اختياره ليعمل بعد ذلك كنادل في المطعم. وعن هذه التجربية يقول "لم يكن الخوف من العيب أو رؤية أقاربه وزملائه له بقدر ما كان الخوف من مواجهة الناس"، مضيفا " أنا الآن ممتن لهذه المهنة لأنها كسرت عندي حاجز مواجهة الجمهور، وعلمتني فنون التعامل مع الناس".

وتابع "اقتنعت حينها بأن أي تحدٍّ يقابلني لابد أن أجاوزه، لأنه سيفيدني ويضيف إلى رصيد مهاراتي وخبراتي.

من المبادئ التي تعلم منها مجرشي ومشى بها "استفد من المشكلة"، فكان كلما واجهته مشكلة يواجهها ليستفيد من تجربتها.

وقال: "قابلتني مرة مشكلة مع مدير، كانت علاقتي معه سيئة، لم أستقل أو أترك الوظيفة بل واجهتها، ودربت نفسي على التعامل مع هذا المدير، وخرجت من التجربة مستفيدا ومتسلحاً بمهارات جديدة، فكان سهلاً علي التعامل مستقبلاً مع نماذج من أمثال هذا المدير".