الشيخ الدكتور أحمد الغامدي وزوجته

 منذ نحو 35 عاماً، تمسك الشيخ الدكتور أحمد الغامدي بآراء يبدو اليوم أنه غير مقتنع بها، تلك الآراء تغيرت تدريجياً بعد طلبه العلم من أهله.

حالة من التشدد أيضاً قضاها لسبع سنوات تقريباً، ثم تخلى عنها بالعلم تدريجياً. كيف حدث ذلك وأكثر، تجدون الإجابة في هذ الحوار الخاص الذي أجرته معه "العربية.نت".

قد يبدو هذا لمن لم يتابعني من قبل، فقد غردت بذلك من السابق مراراً وليس هذا رأيا جديدا عندي، فمنذ أكثر من عشرين عاما أرى إباحة استماع الموسيقى والشعر المغنى ما لم يكن فيه فحش أو دعوة لفجور أو كلام  كفري وذلك بعد دراسة واعية لهذه المسألة قرأت فيها كثيراً، وكتبت فيها بحثين، الأول جمعت فيه كل الروايات التي يستند إليها من يقول بـ تحريم الغناء و المعازف، وانتهيت فيه إلى ضعف ما يحتج به القائلون بالتحريم سميته "مناقشة حديث المعازف سندا ومتنا"، وهو منشور على الشبكة من خمسة أجزاء، والآخر درست فيه ما روي في تفسير قول الله: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم"، انتهيت فيه إلى ضعف ما ينسب إلى ابن مسعود وابن عباس من أن المقصود في الآية الغناء، نشرت منه جزءا في مقال ولم ينشر الباقي، وهذه المسألة خلافية، إلا أن هناك من لا يذكر الخلاف فيها، والقول بالإباحة أدلته هو الصحيح عندي ولم يصح شيء في تحريم المعازف، والمحرمون يشنعون على من يقول بالإباحة، ويشددون في إنكارها بطريقة منفرة بلا علم ولا عدل، ولذلك أكرر البيان فيها من حين إلى آخر.

الإثارة و #الجدل فيما يطرح على المخالفين أمرٌ طبيعي، وسمة المجتمعات الواعية التحاور بالحجة فيما فيه اختلاف وبأدب الحوار في مسألة الاختلاط وغيرها، أما سمة المجتمعات المنغلقة والمتعصبة فتهويل الأمور والتشنيع على المخالف والإرجاف والسعي للإضرار به ومهاجمته وإقصائه والإساءة إليه، ولنا في نبينا والأنبياء من قبله والمصلحين من بعدهم أسوة قال تعالى:" وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون"، ولقد نعى الله على أهل الكتاب كتمان الحق ونبذ أمر الله وراء ظهورهم فقال تعالى: "وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون".

وخاطب تعالى نبي الهدى بقوله: "وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا"، فلا يسوغ الالتفات على صيحات أهل الجهل والغلو وإرجافهم، لأن الجهل لا يرفع بالسكوت والتباعد عن بيان الحق، بل لا بد من الصدع بالحق وإظهاره والصبر على عداوة أهل الغلو والجهل والهوى، أما ما استندت إليه من أدلة فقد بينته في مواضعه في الاختلاط وفي حكم صلاة الجماعة وفي حكم كشف وجه المرأة وكفيها وفي غيرها من المسائل بما لا يمكن الاستطراد فيه هنا، وسوء الفهم لا يخشى إذا كان البيان وافيا بالحجة وإن وقع شيء من ذلك فسيزول مع الصدق والجد في البحث عن المعرفة بصورة صحيحة، فكم أسيء فهم الحق من الأنبياء والمصلحين من بعدهم ثم استقر الحق بعد البيان الواضح.