الروائي عبد الوهاب عيساوي

اعتبر الروائي عبد الوهاب عيساوي، أن وجود أربع روايات في القائمة الطويلة لجائزة البوكر 2020، راجع للطفرة الكبيرة، لم يأت من العدم، بل رجع التي شهدتها الرواية المكتوبة بالعربية في الجزائر في العشرين سنة الأخيرة، وذلك بعد الاستقرار الأمني الذي عرفته البلاد، معتبرا أن ظهور الجوائز المحلية والعربية شجع الإبداع بتعدده، السردي والشعري والنقدي، وأدت عودة المعرض الدولي الجزائري إلى نشاطه بقوة، إلى تأسيس العديد من دور النشر المهتمة بالرواية، كل ذلك ساهم في انبعاث نصوص جديدة ومختلفة.

وأشار صاحب ريواية “الديوان الأسبرطي” في حوار له مع أموقع “الاتحاد” الاماراتي، أن الإبداع في شمال أفريقيا لم يتوقف يوما، بل كان له دائما المكانة والفرادة خاصة في السرديات، نظرا للاحتكاك المبكر بأوروبا، والاطلاع على كل ما يصدر في الضفة الأخرى، من نصوص روائية ونقدية وحتى فلسفية، لم أستغرب كثيرا وجود أربع روايات جزائرية في القائمة الطويلة لجائزة البوكر، بسبب الاهتمام المتزايد بالرواية، وقد صارت هي الشغل الشاغل للكثير من المثقفين من الجيل الجديد على مواقع التواصل الاجتماعي.

وحول رواية “الديوان الإسبرطي” المرشحة للقائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية لهذا العام، قال عبد الوهاب عيساوي: بعد التحولات التي عرفتها المنطقة العربية بشكل عام، والجزائر بشكل خاص، نلاحظ امتدادات تاريخية كثيرة تؤسّس للأحداث، وانعكاساتها على الشعوب، وتظهر أكثر في تشكلات الأنظمة المتعاقبة شكلاً، والمكرّرة مضموناً، وعلى ضوء هذه الرؤى جاءت رواية “الديوان الإسبرطي” كقراءة تاريخية لفترة زمنية تمتد ما بين 1815م حتى 1833م، من التاريخ الجزائري.

ويبدأ الحدث التاريخي الأول 1815م بخسارة نابليون في واترلو، وهذه المعركة هي نقطة انطلاق لإحدى الشخصيات التي ستلعب دوراً مهماً في احتلال الجزائر، أما الثاني 1833م فهو زمن قدوم لجنة التحقيق الفرنسية المسماة باللجنة الإفريقية من أجل التحري – ظاهرياً- في أوضاع الجزائر، ولكنها كانت قادمة للفصل في مسألة بقاء الفرنسيين في الجزائر، أو مغادرتهم إياها.

يذكر أن عبد الوهاب عيساوي من مواليد 1985، تخرج من جامعة زيّان عاشور، ولاية الجلفة، مهندس دولة الكتروميكانيك ويعمل كمهندس صيانة في مؤسسة عمومية للمنشآت الفنية. صدرت له أول رواية في 2013 بعنوان “سينما جاكوب” الفائزة بالجائزة الأولى للرواية في مسابقة رئيس الجمهورية، كما نُوِّه بمجموعته القصصية “حقول الصفصاف” في جائزة الشارقة للإبداع في 2013، وحصل مؤخرا على جائزة آسيا جبار للرواية وتعتبر أكبر جائزة للرواية في الجزائر. في عام 2015، صدرت له رواية “سييرا دي مويرتي”، أبطالها من الشيوعيين الإسبان الذين خسروا الحرب الأهلية وسيقوا إلى معتقلات في شمال إفريقيا، وقد أحدثت الرواية حركية كبيرة بين الأقلام النقدية في الجزائر.

قد يهمك ايضا:

وزيرة الثقافة الجزائرية تعترف بفشل بعض المراكز في أداء وظيفتها

مليكة بن دودة تعزي عائلة الأديب والشاعر عياش يحياوي