مهرجان الشارقة للشعر العربي

احتضنت قاعة المؤتمرات بقصر الثقافة بالشارقة، الليلة الخامسة من أيام “مهرجان الشارقة للشعر العربي”، حيث قرأ الشعراء المشاركون قصائد باحوا فيها بما في نفوسهم من وهج.. منهم الجزائري بلقاسم جيلالي الذي أمتع الحضور بقراءاته.

سافر الشاعر الجزائري الشاب بلقاسم جيلالي، عبر قصائده التي ميزتها لغة متوثبة، إلى عبور المسافات، حتى وإن كانت طرقات الوصول خطرة ووعرة، كما يتجلى في ما قرأه، لكنه يصرّ على أن يعبر الماء، ليصل إلى شاطئ القصيدة.

 ومن قراءات بلقاسم جيلالي”: مَشْياً عَلَى المَاءِ أَوْ حَبْواً عَلَى اللَّهَبِ، سَأَجْعَلُ الأفْقَ كَاساً سَائِغَ السُّحُبِ، ثُمَّ انْحَنَى لِيُمِيطَ الطِّينَ عَنْ شجن، كَمَا انْحَنَى النُّورُ فِي عَلْيَائِهِ لِأَبِي، ثُمَّ اسْتَدَارَ بِوَجْهِ النَّارِ فَارْتَجَفَتْ، حَتَّى رَجَا الجمرُ أَنْ نُبْقِيهِ فِي العتبِ، مَا قَالَ شِعْراً ولَكِنَّ الجُذُوعَ بَكَتْ مَنْ غَيْرُهُ الشِّعْرُ يُحْيِي لَثْغَةَ الخَشَبِ؟!

وسجلت الأمسية الخامسة التي حضرها الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة، وجمهور غفير، إلى جانب الجزائر بلقاسم جيلالي، مشاركة السوداني الطيب برير، والعماني طلال النوتكي، والتونسية سمية اليعقوبي والمصري محمد منصور والموريتاني الشيخ نوح. ومقدم الندوة مخلص الصغير، منسّق دار الشعر بتطوان في المغرب.

وأعطى السوداني الطيب برير إشارة الانطلاق، فتواصل مع لجمهور بأسلوب جميل لا يخلو من الطرفة وجمال التصوير، فغنّى للأرض وللذات في تساؤلات لا تنتهي، ومما قرأ: غنّيتُ لكْ.. هذا غناءٌ صادقٌ يا ربِّ.. هلْ شقُّوا غِنائي في دمي، ليكونَ نصفاً في الشّمالِ، يغازلُ الأطماعَ.. نصفاً في الجنوبِ، تمرّدتْ أوتارهُ غبناً وشَكْ؟ غنّيتُ لكْ.. والصّوت يا ربّاهُ دندنَ رغبةً، أملاً يُقدّمُ شجوهُ للآخرِ المفتونِ.. صكْ..

غنّيتُ لكْ.

واعتلى المنصة الشاعر طلال النوتكي، فحضر بجمال حرفه وسلاسة مفرداته، وسط تفاعل الحضور مع قصائده.

وقرأت التونسية سمية اليعقوبي، قصائد تعزف على وتر الحنين، جاء فيها: ” مُسَافِرَةٌ مُنْذُ الكَثِيرِ مَعَابِـرٌ، فَسِيحٌ.. وَصَبْرُ المُتـعَبِينَ مَشَاكَا، خِيامًا.. ترَكْتَ الجَمْرَ خَلْفَكَ حَارِسا، سَلاَمًا عَلَى الأَوْتَادِ نَارُ ثَراكَا… إلخ”.


 
وتميزت نصوص الشاعر الموريتاني الشيخ نوح، بلغتها الصوفية المتجلية، ورمزيتها العالية، وأسلوبها الآسر، فهو يغوص في تساؤلات عدّة، ليقطف من ثمار المعاني ورداً ينثره على دروب قوافيه المتجلية في النص، والباحثة عن ضوء آخر على مرفأ السفر، ومما قرأ: بالكَاد أقنصُ ومضةً قدسية كل الرمُوز ذبيحة الإيحاءِ… إلخ”.

كما تداول على المنصة كل من الشاعر المصري محمد منصور، الذي أمتع الجمهور بنصوص عن الصمت والحب وقال: ” هو ذلك الصمتُ البريءُ يضيء حكمَتك الشفيفةَ، فاختبئ خلفَ الهواءْ.. تنجُ الحقيقةُ من خيالِك، أو خيالُك ينجُو منها، والغرامُ -كأيِّ جرحٍ خالدٍ في القلبِ- ينجُو من الشفاءْ.. إلخ”.

قد يهمك ايضا

هكذا خطف التاريخ شيخ المؤرخين سعد الله من سماء الشعر والأدب

  الشاعر "داودي الطاهر" من أم الشقاق يفتك المرتبة الثانية في المسابقة الوطنية