المسرح الجهوي لبسكرة

استحدث مؤخرا المسرح الجهوي لبسكرة برنامج جديد يحمل عنوان، “موسم الحكاية” وهو عبارة عن سلسلة فنية ثقافية افتراضية، تحاكي التراث الشعبي الجزائري عامة وتراث منطقة الزيبان خاصة، يشارك في إعدادها مجموعة من الشباب المبدع من المنطقة.

أوضح بيان لمسرح بسكرة، أن هذه السلسلة الجديدة تندرج في اطار البرنامج الثقافي والفني المسطر لسنة 2020-2021، وتتكوّن الحصة المنجزة على شاكلة الحصص التليفزيونية والتي ستبث قريبا على صفحة المسرح على “فايسبوك” من عدة حلقات تبث بنسبة حلقتين على مدار الأسبوع، وهي موجهة للعائلة الجزائرية.

تسرد في كل حصة من السلسلة حكايات وروايات وعبر جميلة ودافئة، تقدم وتعود فكرة هذا البرنامج إلى الباحث في التراث قيس خمار، ويقوم بالأداء والتقديم الإعلامي والكاتب عبد الحميد زكيري رفقة الممثلة المسرحية الهام رحماني، وقام بالإخراج الفنان طرودي هشام فيما تولى إدارة الإنتاج مدير المسرح الجهوي بسكرة احمد خوصة.

وشارك في انجاز البرنامج تقنيا كل من حسان بالعبيدي، أمين بن لاغة، فريد مصاصت، طرودي شمس الدين، سفيان سرسوب، جهينة بورنان، أيمن طرودي، لزهر رحماني، صفاء ميمون وعبد المجيد رحمون.

وحسب ما كشفه منظمو البرنامج أن هدف منه يأتي باعتبار أن الحكاية الشعبية تنمي الرغبة داخل الشعب على إعادة صلته بماضيه وتدفعه إلى التعلق الروحي بتراثه، فقد كانت وسيلة يسرد فيها الآباء والأجداد اهتماماتهم وخلاصة تجاربهم وحكمهم.

وفكرته جاءت لإحياء التراث اللامادي لمنطقة بسكرة والجنوب الجزائري ولمحاولة توعية المجتمع بموروثهم الشعبي، كونها تهدف إلى قيم يتم غرسها في نفوس الأبناء.

الحكاية الشعبية تحمل معها بالإضافة إلى قيم المجتمع، معارف لا حدود لها من وعن المجتمع. فهي خزان معرفة يأخذ منها كل مستمع بحسب حاجته وقدرته على الاستيعاب، وكان للحكاية الشعبية دورا في بناء علاقات إنسانية واجتماعية، فقديما في بسكرة أثناء فصل الشتاء حيث يتزامن معه موسم الحكاية والذي يمتد من 20 ديسمبر إلى غاية 28 فيفري، كان الرجال يلتقون ليلا لسرد الحكايات والحكم، والأسر في البيوت تلتف حول الجدات للاستماع لمختلف الحكايات التي تحمل في طياتها رسائل ذات قيم إنسانية، أخلاقية وتربوية مجملها مرتبط بالحياة الاجتماعية. وكانت الحكايات تتناول صراعات بين الخير والشر وقوى الظلم والعدل، وقيم التعاون والحب، وأيضا عن الوطن نتيجة لما كان يعاني منه الشعب الجزائري من الاستعمار الفرنسي. ولهذا يمكننا اعتبار الحكاية الشعبية نصا إنسانيا محمل بالرسائل ذات أهداف توعوية مرتبطة بالحيات الاجتماعية.

قد يهمك ايضا:

حركة الوفاق الوطني تثمن "مباركة" الشعب الجزائري لمشروع تعديل الدستور 

مشروع تعديل الدستور "سيؤمن مكتسبات ونضالات الشعب الجزائري"