مدير المعهد الوطني العالي للموسيقى عبد القادر بوعزاره

أكد مدير المعهد الوطني العالي للموسيقى عبد القادر بوعزاره في لقائه مع “الشروق” أن التراث الموسيقي الجزائري قد أصبح فنا عالميا بفضل تدوينه وتقديمه بالشكل الأكاديمي الذي تعتمده مختلف الأركسترات والفرق الموسيقية الدولية على الركح.أشار عبد القادر بوعزارة إلى أن الحديث عن الموسيقى في بلادنا يقودنا إلى المؤسسة الأولى التي تعنى بالتكوين الأكاديمي في الجزائر والمتمثلة في المعهد الوطني العالي للموسيقى الذي يحمل اسم واحد من أبرز عمالقة الفن في الوطن العربي “محمد فوزي” الذي لحن النشيد الوطني الجزائري “قسما”.وقد تخصص المعهد منذ تأسيسه في 12 ماي 1992 في التكوين الأكاديمي والفني العالي في الجانب التقني للعزف على مختلف الآلات الموسيقية الغربية والعربية الى جانب التكوين في مجال الأداء الغنائي بكل طبوعه انطلاقا من الفن الأوبرالي الذي تعود جذوره إلى الغناء العربي وتدشين زرياب لأول مدرسة بدار المدنية في الأندلس.

ومن بين الأهداف التي يسعى إليها بوعزارة كونه فنانا ومديرا للمعهد هي الحفاظ على التراث الموسيقي الجزائري من خلال إنشاء مخبر لتدوين وفهرسة “ربرطوار” الموسيقى والأداء الجزائري الثري بهدف إعداد مناهج موسيقية لمختلف الآلات الموسيقية التي تحدد مختلف الإيقاعات المرافقة للأداء الراقي كالدف والزرنة وكل ما تحمله الطبوع الجزائرية عبر مختلف ربوع الوطن لتشكيل هويته، الى جانب ترقية البحث العلمي بصفته القاعدة الأساسية للتكوين الموسيقي الذي من شانه مساعدة الطلبة سواء في اختيار تخصصاتهم بالمعهد او مواصلة دراساتهم العليا في الخارج كالماستر والدكتوراه.

وبالحديث عن أهمية تدوين التراث الموسيقي الجزائري، عاد الأستاذ عبد القادر بوعزارة إلى التجربة الناجحة في المجال والتي قدمها الفنان الراحل “شريف خدام” رفقة الاركسترا السيمفونية الوطنية في عام 2005، والتي أكدت على ضرورة كتابة الموسيقى الجزائرية التي سمحت لمختلف الفنانين الجزائريين بأدائها على الصعيد الدولي بمرافقة أركسترات عالمية وهو ما ساعد في إيصال الفن الجزائري بمختلف طبوعه إلى العالمية، مشيرا إلى دور المعهد الوطني العالي في حماية التراث الموسيقي الجزائري من الاندثار، وذلك من خلال فتح المجال أمام الطلبة لدراسة الموسيقى الجزائرية بشكل مفصل تماما كدراسته للمعزوفات العالمية لبتهوفن وشيكوفسكي وموزار وهو ما تجسد في بعض البحوث التي قدمها الطلبة تحت تاطير الأساتذة والتي تناولت عدة محاور على غرار “الموسيقى القبائلية بين الماضي والحاضر” و”دراسة حول الغناء البدوي الصحراوي” المرفوقة بنماذج موسيقية حية والتي ستبقى كمرجع لمختلف الألوان الغنائية الجزائرية الراقية خاصة مع تبني المعهد لنظام تكوين “آل. آم. دي” الذي سيسمح للطلبة بتقديم بحوث معمقة لنيل شهادة الماستر والدكتوراه بالتزامن مع توقيع عدة اتفاقيات تبادل وطنية ودولية كالتي أبرمت مع جامعة مستغانم للفنون إلى جانب جامعة “مورهاوز” الأمريكية وأكاديمية الفنون ببراغ بجمهورية التشيك، فمنذ 2018 نجح المعهد في إرسال العديد من الطلبة لمختلف الجامعات العالمية لمزاولة دراساتهم التي ستعود بالفائدة لمسيرتهم وللجزائر في نفس الوقت.

ومن بين الإنجازات التي حققها المعهد العالي للموسيقى في السنوات الأخيرة، إنشاء أركسترا سيمفونية شبابية تحت قيادة الفنان الشاب لطفي سعيدي، إلى جانب المجموعة الصوتية التي تشرف عليها وئام بن اعمر بمشاركة عدة طلبة من مختلف التخصصات في انتظار إطلاق تكوين قادة الأركسترا مستقبلا.

قد يهمك ايضا:

انطلاق الدورة التاسعة لمهرجان "فاس" للثقافة الصوفية لإعادة اكتشافها وإحيائها

الفرق الموسيقية منتظرة في مهرجان الموسيقى ورقص الديوان في بشار