أصدقاء "حرب الخليج"

"لقد كان لقاؤنا كالحلم، فـ 25 عامًا من الانقطاع كانت كفيلة بأن نفقد الأمل في الاجتماع مرة أخرى" .. بهذه الكلمات بدأ سعيد بن محمد الغامدي حديثه عن اللقاء الذي جمعه بزملائه بعد انقطاع وافتراق لأكثر من عقدين من الزمان.

ويقول "الغامدي" : قصتنا بدأت قبل أكثر من 25 عامًا وذلك عندما كنا نعمل في سرية واحدة بقوات سلاح الصيانة في مدينة خميس مشيط جنوب المملكة، حيث جمعتنا المحبة والزمالة والأخوة وحب الوطن وعايشنا الكثير من الأحداث معًا والتي كان آخرها "حرب الخليج".

وأشار: فعندما نادانا الواجب في حرب الخليج وثبنا جميعًا وانطلقنا باتجاه صحراء الخليج العربي؛ وذلك للذود عن حياض الوطن وانخرطنا في عمليات عاصفة الصحراء العسكرية، وساهمنا بكل فخر في تحرير الكويت.

وأضاف "الغامدي": وبعد أن وضعت الحرب أوزارها، عدنا مكللين بالنصر والفخر إلى عملنا في خميس مشيط، ومنا مَن تقاعد، ومنا مَن ترقى وانتقل إلى منطقة أخرى؛ فافترقت أجسادنا ولكن قلوبنا كانت على وفاق واجتماع، فمضى العام تلو العام وانشغل كل منا بحياته وحصلت الكثير من التغيرات.

وتابع: مع طفرة التكنولوجيا وتطور وسائل الاتصال وظهور مجموعات التواصل الاجتماعي في تطبيق "واتساب"، استطاع أحد الزملاء مشكورًا أن يحصل على أرقامنا ويجمعنا في مجموعة أسماها "ملتقى الأوفياء"، حيث حفلت بالكثير من أحاديث الذكريات وقصص الزمن الجميل، وسرعان ما تحول لقاؤنا الافتراضي إلى لقاء على أرض الواقع، فاتفقنا على اللقاء بمحافظة محايل عسير وهو ما حدث فعلاً ولله الحمد.

وأردف الغامدي: اتفقنا خلال لقائنا أن نبقى على تواصل مستمر وسنعقد لقاءات دورية بمشيئة الله.

واختتم حديثه بالقول: نحن جميعًا مستعدون للمشاركة في عاصفة الحزم إن استدعى الأمر فنحن جنودٌ مجندون لخدمة أرض الحرمين ومليكها سلمان الحزم وولي عهده، حتى وان تقدّم بنا العمر إلا أن الدفاع عن الوطن شرفٌ لا يضاهيه شرف.

يُذكر أن اللقاء شهد حضور ما يزيد على 100 جندي متقاعد تنوعت رتبهم بين أفراد وضباط.