أحواش الرغاية

ما تزال عدة أحواش ببلدية الرغاية الواقعة شرق العاصمة تنتظر دورها في البرنامج التنموي الذي استفادت منه كثير من الأحياء في الأشهر القليلة الأخيرة، امتثالا لتعليمات رئيس الجمهورية فيما يخص مناطق الظل، التي اقتطعت كثير من البلديات شوطا كبيرا من مساعيها في رفع الغبن عن سكانها،حيث ناشد سكانها تمكينهم من كثير من الضروريات على رأسها الغاز الطبيعي والإنارة العمومية، والأهم منهما شبكة الصرف الصحي المحرومين منها بمعية الطرقات الحضرية بعيدا

عن معاناة الشتاء والصيف عند كل اجتياز لمسالكها وطرقاتها الترابية التي أتعبتهم،

كما لم ينسوا التنبيه إلى وضعية سكناتهم التي تحولت مع مرور الوقت إلى مجرد أكواخ مهترئة وبعضها توسع مشكلا بؤرا جديدة للأحياء الفوضوية سيما مع غياب شروط

البناء والتوسعة، مطالبين بالالتفات إلى مناطقهم التي لم تمتد إليها الحملة الوطنية لإنعاشها رغم

حاجتهم الماسة إلى إحداث القطيعة مع المآسي التي عاشوها طوال عقود من الزمن.

طرح سكان عدة أحواش بالرغاية على غرار حوش “علي خوجة “وكذا “حوش المخفي” وغيرهما مشكلتهم بعدما اُستثنوا من البرنامج التنموي أو تأخر استفادتهم من أشغال

التهيئة وتزويدهم بالضروريات، خاصة وأنهم يقضون ليالي الشتاء دون غاز طبيعي أو إنارة عمومية، متسائلين عن أسباب هذه اللامبالاة التي انعكست سلبا على حياتهم التي تفتقر إلى كثير

من الأساسيات، فهم لا يستطيعون التجول بأريحية في ساعات الصباح الأولى التي يضطرون للخروج فيها للتوجه إلى مقرات عملهم ومختلف توجهاتهم وبلوغ محطات أو مواقف وسائل

النقل على كارثيتها هي الأخرى، مبدين مخاوفهم من اللامجهول في ظل هذه الظروف التي تنعدم فيها الإنارة العمومية

والتي يجبرون فيها على العودة باكرا خشية التعرض لمكروه طارئ مع وجود فئة من المنحرفين تصطاد في

المياه العكرة وتترصد ضحاياها مع أول بروز لخيوط الظلام، كما أعربوا عن استيائهم لإجبارهم على معايشة معاناة البرد تارة ومتاعب البحث عن

قارورات الغاز للقضاء على هذا البرد تارة أخرى والسقوط في تكاليف أخرى جديدة هم في غنى عنها سيما وأن القدرة المعيشية لأغلب قاطني الأحواش بسيطة وبالكاد يوفرون لقمة العيش لأفراد عائلاتهم.

كما اشتكى السكان من عدم ادراج مشروع لإنجاز شبكة الصرف الصحي للقضاء على

القنوات والحفر العشوائية التي شكّلوها في غياب هذه الأخيرة، حيث تساءلوا عن السبب الكامن وراء تأخر هذا المشروع رغم شكاويهم المرفوعة إلى الجهات المعنية في أكثر من مناسبة، معربين عن تذمرهم الشديد جراء تفاقم معاناتهم، وحمّلوا السلطات مسؤولية وضعيتهم، من خلال تجاهلها لهذه الأحياء ومنها من لم يدرج أصلا ضمن برامج التهيئة التي

استفادت منها بعض الأحياء المجاورة، رغم الشكاوى العديدة المقدمة.

من جهة أخرى، لم يغفل السكان التنبيه إلى وضعية سكناتهم الحالية التي أضحت جد

قديمة جراء التشققات الناتجة بفعل العوامل والظروف القاسية الطبيعية، ما يستدعي

حاليا ترميمها لحمايتها من أي انهيار مفاجئ، مطالبين السلطات بوضع هذه المشكلة في صدارة الأولويات نظرا لما قاسوه ويقاسونه في ظل اضطرارهم لاستغلال هذه السكنات التي تحولت إلى خطر يتربص بهم سيما خلال التقلبات الجوية وهطول الأمطار

قد يهمك ايضا:

إزالة 10 أحواش مخالفة في مكة المكرمة

إزالة أحواش أغنام مخالفة ومسالخ غير نظامية في الرياض