الراحل عبد المجيد مرداسي

احتضنت أمس، دار الثقافة مالك حداد بقسنطينة مراسم حفل تكريمي مؤثر للمؤرخ و المختص في علم الاجتماع  الراحل عبد المجيد مرداسي تم خلاله استذكار مناقب واحد من كبار رجال الثقافة.

و مكن هذا الحفل الذي بادرت به المديرية المحلية للثقافة أصدقاء وأقارب الراحل من الحديث عن مرداسي ورؤيته الفريدة حول الماضي والحاضر والمستقبل.

وأشاد البروفيسور عبد الله بوخلخال الرئيس السابق لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بخصال المؤرخ و المختص في علم الاجتماع مؤكدا بأن عبد المجيد مرداسي ألف كتب تاريخ ذات نوعية نادرة حملت نظرته التي فضل من خلالها التركيز دوما على الأحداث التي ظلت بعيدا عن دائرة الضوء.

وأضاف لقد كان مجيد رجل ثقافة ذو ذكاء نادر لكنه كان على وجه الخصوص رجلا حقيقيا ومتحمسا للآخرين.

ونوه من جهته المخرج علي عيساوي بـصراحة مجيد مضيفا بكل تأثر أنا أعرف مجيد منذ ما يقارب 45 سنة فحينما كنا نعمل معا على مشروع سيناريو كان يعبر ويفكر ويكتب دون قيودي لقد كان طليعيا في أفكاره و كتاباته،  وكشف بأنه كان لديه شغف مشاركة ونقل المعرفة.

فيما أشار محمد عقابو وهو أحد أقدم الصحفيين بقسنطينة وصديق الراحل مرداسي بأن مجيد كان مثقفا حقيقيا، وواصل لقد عرفت مجيد في 1965 كصحفي لقد كان شغوفا بهذه المهنة ويعرف كيف ينقل بهجته وحيويته لمن حوله.

من جهته أشاد والي قسنطينة أحمد عبد الحفيظ ساسي بذلك الرجل الذي أثرى من خلال عديد مؤلفاته حول التاريخ و الفن و الرياضة المكتبة الوطنية مؤكدا بأن عبد المجيد مرداسي الذي أحب مدينته وبلده قبل كل شيء سيظل أول مثقف أخضع التراث الموسيقي الجزائري الثري للتحقيقات التاريخية، وأردف بأن هذا الحفل التكريمي لمرداسي يأتي لتذكيرنا بضرورة العمل على التعريف بأعمال الراحل في الوسط الجامعي تقديرا لما قدمه للفكر و التاريخ.

وتطرقت ابنة الفقيد مريم مرداسي وهي صاحبة دار نشر ووزيرة سابقة للثقافة للحب الكبير للحياة والمعارف والمشاركة الذي ميز عبد المجيد مرداسي إلى آخر لحظات حياته.

واعترفت ذات المتحدثة بكل أسى بأن حبه للثقافة ظل متوهجا إلى آخر نفس فقد كان يتحدث عن كتبه الثلاثة الجديدة التي كتبها خلال فترة الحجر الصحي و كانت لديه أفكار كثيرة في رأسه.

جدير بالذكر أن البروفيسور الراحل عبد المجيد مرداسي هو كاتب و مختص في علم  الاجتماع ومؤرخ ألف عدة كتب حول تاريخ مدينة قسنطينة وحرب التحرير الوطنية لاسيما قاموس الموسيقى والموسيقيين بقسنطينة والوظيفة الرئاسية بالجزائر و”الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية”، “عهدة تاريخية (19 سبتمبر 1958- 3 أوت 1962) ونوفمبر 1954 من التمرد إلى حرب الاستقلال” و “قسنطينة  قلعة الثوار”.

قد يهمك ايضا  

مؤسسات ثقافية بلا مديرين منذ أشهر في الجزائر

 

الجزائرية ظريفة مزنر تُتوَّج بمنحة المورد الثقافي لإنتاج فيلمها "دار الحراك"