اللاعب ماجد العتيبي

كشف ماجد العتيبي، أنّ قصته مع الإعاقة بدأت إثر حادث مروري في الدوادمي أدى إلى بتر أطرافه بعد أن تحطمت سيارته التي كان يستقلها في طريقه إلى المدرسة التي كان معلمًا فيها. وقال: "كنت أعتقد أن الحياة انتهت بفقداني قدمي بعد حادث شنيع وقع لي ولم أعلم أنني سأكون مرشدًا لإخواني وزملائي ممن فقدوا أطرافهم".

تحطمت نفسية ماجد بعد أن شاهد نفسه بلا قدمين، وكان الموقف غاية في الصعوبة، خاصة أن الرجل تزوج قبل الحادثة بخمسة أشهر فقط، إلا أن وقوف والديه وزوجته وزملائه كان له عميق الأثر في دعمه وتغيير مسيرة حياته.

وأوضح ماجد لـ"العربية .نت"، أنه لم يكن على دراية بما تقدمه مدينة الأمير سلطان من تأهيل لمن هم مثل حالاته، وقال: "بعد دخولي المدينة شاهدت نماذج ممن لديهم نفس الإصابة والبعض منهم من كبار السن".

وقال العتيبي إن النماذج التي شاهدها في مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية أعادت التفاؤل والحماس له، كما أنها رفعت من معنوياته: "دخلتُ مرحلة التأهيل الأولى ومدتها 3 شهور، وكان وزني يتجاوز 100 كغ، وعملت مع فريق تأهيل لتقوية العضلات وإنقاص الوزن وبعدها بدأت أتدرب على الأطراف الصناعية والمشي بالوكر المشاية وأتقنت الكثير من المهارات لهذه الأطراف".

وبعد مرور 6 أشهر، طلب ماجد طرفًا إلكترونيًا، وأتقن العمل عليه بدون عكاز ثم بدأ يتعلم صعود الدرج والنزول والمنزلقات والأرض المائلة وغير المستوية، وكذلك في الصحراء وأتقنها خلال المدة المحددة. وأشار ماجد إلى أنه ترك التعليم واتبع دورة "مساعد أخصائي علاج تأهيلي" في مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية: "عملت بنفس القسم لأنقل تجربتي وخبرتي في مجال الأطراف الصناعية وداعم ومحفز لذوي الإعاقة ورفع معنوياتهم". وأضاف العتيبي: "عامان مرَّا وأنا أعمل في مدينة الأمير سلطان، وسأنقل خبرتي وتجاربي في هذا المجال".

وكان حلم ماجد مقتصراً على رغبته في العودة بالوقوف على قدميه مرة أخرى، لكن الإرادة التي يمتلكها دفعته للتفكير في المشاركة في مسابقات عالمية، إذ يستعد حاليًا للمشاركة في محافل للجري عالميًا. أخيرًا، تحدث ماجد عن المقطع الذي تم تداوله على نطاق واسع له وهو يقوم بالتدرب على الجري مع إحدى المشرفات السعوديات العاملات في مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية، موضحًا أن الأخصائي الذي يُشرف على تأهيله كان في مهمة عمل في مستشفى الحرس الوطني، فقامت الشابة السعودية بالإشراف عليه في نفس اليوم، وهو ما جعل المقطع ينتشر بسرعة. وقدَّم ماجد شكره للمشرفات السعوديات المتفانيات بعملهن: "لكني أدين بالفضل للأخصائي الفلبيني ترستان الذي تفانى بعمله من أجل أن أصل لهذه المرحلة، فشكرًا له".