الجزائر - الجزائر اليوم
استمتع الجمهوري العباسي أول أمس بالعرض المتميز”gps” - البحث عن الذات - الذي قدمته فرقة المسرح الوطني من على ركح المسرح الجهوي لسيدي بلعباس لثاني مرة، بعد أن عرضته أول مرة بالجزائر العاصمة الخميس المنصرم.
المسرحية التي صمّمها وأخرجها محمد شرشال على مدار ساعة ونصف، هي مزيج بين التقنيات السيينيماتوغرافية والمسرح والإيماء وحركات الجسد ، حيث أن ديكورها أبدع فيه صاحبه أبهر المتفرج وجذبه جذبا ،بحيث جعله يتابع كل صغيرة وكبيرة من البداية إلى النهاية، خاصة وأن حركات الممثلين وتمتماتهم وآهاتهم وضحكاتهم لم تكن تخلو من الطابع الهزلي المسلي .
ويظهر المشهد الأول فنانا مسنا اتخذ من قطع الحديد الهالك feraille مسكنا له، ثم راح ينحت من هذه القطع تماثيل، غير أنها سرعان ما تمرّدت عليه بعد أن نفخت فيها الروح ،وهي بمثابة
ولادة جديد لأطفال يكبرون ويلتحقون بالمدرسة لاكتساب العلم والمعرفة، إلى أن يتخرج منهم السياسيون ورجال الدّين والفنانون، ثم يختلطون بأفراد المجتمع، ليدور المشهد الأخير في محطة ينتظر فيه هؤلاء قدوم القطار لامتطائه والتوجه نحو الوجهة التي يريدونها، لكن في كل مرّة يصل القطار إلى المحطة إلا وتشغلهم مصيبة أو حادثة ما ، فتحول بينهم وبين السفر ،وهي رسالة إلى المتلقي تبرز كثرة العوائق والموانع والمشاكل والصعوبات التي تعترض الإنسان في حياته ، خاصة ما يتعلق بعامل الوقت وتمنعه من بلوغ أهدافه.
ويقول ياسين مساعد المخرج : “ لقد اخترنا سيدي بلعباس، لتقديم هذا العرض لأول مرة خارج العاصمة لمعرفتنا الجيدة بالجمهور العباسي المتعطش للإبداع المسرحي، والدليل على ذلك أنه تجاوب وتفاعل مع مشاهد المسرحية بدون ملل ، كما إن هذا العمل الفني الذي أدخلنا فيه أشياء تقنية جديدة لأول مرة يبحث في ذات الإنسان ويبرز أفكاره ومبادئه وعلاقته بالوقت ...”
قد يهمك ايضانزار قباني حرر اللغة من معاجمها والجسد من قيوده المرهقة