الجزائر - الجزائر اليوم
سجلت سنة 2019 بروز ظاهرة المقاهي الثقافية التي نقلت الفعل الثقافي من القاعات المغلقة إلى الشارع، المبادرة التي انطلقت من برج بوعريريج وانتشرت في عديد مناطق الوطن كانت في البداية مبادرة شخصية أطلقها الكاتب والإعلامي عبد الرزاق بوكبة، الذي كان خلف عديد المبادرات الثقافية الأخرى، واستحق أن يكون بحق رجل السنة من هذا الجانب اتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي منطلقا لتحرير الفعل الثقافي من هيمنة المؤسسات الرسمية والدفع بها إلى الشارع
كنت وراء إطلاق المقاهي الثقافية ومجموعة من المبادرات، رغم أن المحيط لا يساعد والمثبطات كثيرة من أين تستمد قوة التفاؤل في محيط معادٍ؟
أستمدّها من ذاتي ودواخلي المؤمنة بأن المثقف مطالب بهامش معين من الخدمة العامة. ومن إيماني بأن ثمة تهيؤات غير مرصودة لدى الشارع الجزائري للانخراط في مشروع حضاري جديد. ومن سعادتي بجيل خلاق من الموهوبين في كل الميادين وثمة مؤشرات إيجابية كثيرة تبرمجني على الحماس والتفاؤل.
هل يعني هذا أنك تعتبر الثقافة خط دفاع وبإمكانها تأسيس تغيير مجتمعي حقيقي؟
تزداد قناعتي يوميا بأن النضال الثقافي يأتي في طليعة النضالات ذات الجدوى. الأزمة ثقافية بالدرجة الأولى وعلينا من تكثيف المبادرات الواعية بنفسها ومحيطها لصناعة وعي جديد لدى الإنسان الجزائري يثمر إيمانا حقيقيا بقيم التعايش والمواطنة والعلم والعمل والانفتاح والحوار. على المجتمع المدني أن يخلق منابره الثقافية المحكومة برؤية أن الفعل الثقافي فعل وليس انفعالا.
استنادا إلى جملة المشاريع والمبادرات التي يطلقها عبد الرزاق، هل يعتبر نفسه حاملا لمشروع ثقافي وما هي مرتكزات هذا المشروع؟
ضرورة إخراج الفعل الثقافي من الفضاءات المغلقة وربطه بفضاءات الحياة لردم الهوة الحاصلة بين الفعل الثقافي والمواطنين. وفق رؤية جديدة للثقافة التي يجب أن تتعلق بفن العيش لا بتنشيط المحيط فقط حيث ننفق أموالا طائلة من غير أن نثمن وعيا جميلا قديما ونصنع وعيا جميلا جديدا علينا العمل على فصل الفعل الثقافي عن الأجندة السياسية ضيقة الأفق وربطه بالأجندة الشعبية المفتوحة على التطلع إلى حياة حضارية.
قد يهمك ايضا
هكذا خطف التاريخ شيخ المؤرخين سعد الله من سماء الشعر والأدب
الشاعر "داودي الطاهر" من أم الشقاق يفتك المرتبة الثانية في المسابقة الوطنية