الجزائر ـ الجزائر اليوم
التشاؤم بخصوص ما تنتجه الكرة الجزائرية محليا، من لاعبين يبدو مبالغا فيه، ففي كل مرة تتم المقارنة مع لاعبي الثمانينيات بفنياتهم، ويقتنع الناس بأن الفارق كبير جدا بين الجيلين لصالح جيل سرباح وبن ساولة، على خلفية فوز واحد وكبير كان على حساب منتخب ألمانيا الغربية في خيخون الإسبانية سنة 1982 ضمن تصفيات كأس العالم.
لكن التاريخ يشهد أيضا بأن رابح ماجر وهو أحد أحسن اللاعبين في تاريخ الجزائر إن لم يكن أحسنهم على الإطلاق، عندما انتقل إلى فرنسا في الخامسة والعشرين من العمر، لم يجد غير فريق راسينغ باريس وهو النادي الثالث من حيث الشعبية والقيمة في العاصمة الفرنسية، بعد باريس سان جيرمان ورد ستار، لينشط فيه ضمن بطولة الدرجة الثانية الفرنسية، ولم يجد صالح عصاد غير فريق ميلوز المنتمي للدرجة الثانية الفرنسية ليلعب في صفوفه، بينما لعب الهداف ابن حمام بوحجر التاج بن ساولة مع لوهافر المنتمي للدرجة الثانية، ولم يلعب قندوز محمود أحد أكبر منتقدي الجيل الحالي إلا مع نادي مارتيغ المنتمي للدرجة الثانية الفرنسية.
وإذا كان ماجر قد أنقذ نفسه باللعب لبورتو البرتغالي والفوز بكأس أوربا للأندية البطلة كما لعب لفريق فالنسيا الإسباني، ولعب صالح عصاد نصف موسم مع باريس سان جيرمان الذي لم يكن رقما قويا حينها في الدوري الفرنسي، فإن البقية بقوا في الدرجة الثانية الفرنسية ومكانتهم محفوظة لا نقاش فيها مع “الخضر” بدليل مشاركتهم في مونديال المكسيك عام 1986، بل ولم يجد الآخرون فريقا يلعبون له ولو في الدرجة الثانية الفرنسية ومنهم شعبان مرزقان ومصطفى كويسي ومهدي سرباح، أما عن الفرق القوية في فرنسا في ذلك الوقت وأهمها سانت إيتيان ونانت وباستيا فقد كانت خطا أحمرا بالنسبة للاعبين الجزائريين الذين لم يحلم أي منهم اللعب لها، مع الإشارة إلى أن المنتخب الفرنسي لم يكن حينها بطلا للعالم، وحاليا له لقبان عالميان آخرهما حصل عليه في صائفة 2018 في روسيا.
في الدوري الفرنسي حاليا يوجد عدد كبير من اللاعبين المتكونين محليا في الجزائر، حيث يلعب هشام بوداوي ويوسف عطال لفريق نيس المشارك في أوربا ليغ واسمهما مدوّن في القائمة الأوروبية للفريق، ويلعب عريبي وفرحات لفريق نيم في الدرجة الأولى، ويلعب جمال بن العمري لليون المشارك في نصف نهائي رابطة الأبطال الأوروبية في نسختها الأخيرة، وسبق لسليماني وأن لعب لموناكو المشارك أيضا في نصف نهائي رابطة أبطال أوروبا، كما يلعب الملالي لفريق أونجي المنتمي للدرجة الأولى الفرنسية، فهل كان جيل 2020 أحسن من جيل الثمانينيات؟ عكس ما هو متداول لدى عامة الناس من الذين يقولون بأن المستوى العام للكرة الجزائرية انهار إلى الحضيض، وكان في أوج قمته في بداية ثمانينيات القرن الماضي؟.
إضافة إلى هؤلاء يوجد لاعبون آخرون، وجدوا مكانا لهم في دوريات أخرى مثل المدافع عبد اللاوي الذي يلعب في الدوري السويسري ودرفلو المشارك في الدوري الهولندي، وكما كانت الفرق الأوروبية الكبيرة المنتمية للدوريات الكبرى مثل إيطاليا وإسبانيا وإنجلترا مستعصية على اللاعبين الجزائريين المحليين في الثمانينيات باستثناء رابح ماجر، فإنها مازالت أيضا مستعصية عليهم مع استثناء تواجد رامي بن سبعيني في ألمانيا بقميص بوريسيا مونشنغلادباخ، في تاريخ الجزائر، وكان موسى صايب أيضا ضمن الاستثناءات عندما لعب لفالنسيا الإسباني وأيضا لتوتنهام الإنجليزي ضمن الفلتات الكروية النادرة في تاريخ الجزائر.
لا توجد مقارنة بين الكرة الفرنسية في الثمانينيات عندما لم تكن تمتلك غير بلاتيني لاعبا وحيدا بإمكانه اللعب في أكبر الأندية مع جوفنتوس، وكانت أنديتها تقصى في الأدوار الأولى من المنافسات الأوروبية، بينما تعتبر فرنسا حاليا أقوى المدارس الكروية في العالم، وفي رابطة أبطال أوروبا في النسخة الماضية قدمت فريقين تألقا ووصل أحدهما إلى الدور النهائي، كما تحمل اللقب العالمي ومرشحة لحمل اللقب الأوروبي وحتى العالمي القادم في قطر، لأجل ذلك فإن وصول أي لاعب محلي إلى الدوري الفرنسي هو خطوة هامة تدل على وجود بعض العمل في القاعدة، في بعض الأندية الجزائرية على أمل أن يصير البعض..غالبية.
قد يهمك ايضا: