الجزائر ـ الجزائر اليوم
يبادر عدد من الشباب المثقف بولاية الشلف، في حملة للتحسيس وتكريس ثقافة الملكية الفكرية وأهميتها في تشكيل الفكر المجتمعي، من خلال الوسائط الجديدة ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، في محاولة للتثقيف بهذا المكون الهام الذي يتضمن استخدامات عدد معتبر من شرائح مختلفة للمجتمع.
وقال في هذا الصدد الناشط الاجتماعي صالح بن هني لـ”الشروق”، أن الكثير من الذين تم تحسيسهم يجهلون تماما ما هي حقوق النشر، ويعرفها المشرع القانوني بأنها حق قانوني تم إنشاؤه وفقا لقانون البلد الذي يمنح صاحب العمل الأصلي الحق الحصري لاستخدامه وتوزيعه، هذا هو عادة فقط لفترة محدودة، إذ إن الحقوق الحصرية ليست مطلقة بل محصورة التقييدات والاستثناءات على حق المؤلف القانوني، بما في ذلك الاستخدام العادل، وحقوق التأليف والنشر هو شكل من أشكال الملكية الفكرية، التي تنطبق على أشكال معينة من العمل الإبداعي.
وتشمل هذه الحقوق في كثير من الأحيان النسخ، والسيطرة على عمل مشتق، التوزيع، الأداء العام، والحقوق المعنوية” مثل الإسناد، كما أن حقوق التأليف والنشر تعتبر حقوقا إقليمية، الأمر الذي يعني أنها لا تتجاوز أراضي ولاية قضائية محددة، في حين إن العديد من جوانب قوانين حقوق النشر الوطنية تكون موحدة من خلال الاتفاقات الدولية لحقوق النشر، وقوانين حقوق التأليف والنشر تختلف حسب البلد، وعادة، فإن مدة حق المؤلف تمتد طوال حياة المؤلف، بالإضافة إلى 50 إلى 100 سنة (ومن المعلوم أن حقوق الطبع والنشر عادة ما تنتهي خلال 50-100 عام بعد وفاة المؤلف، اعتمادا على جهة الاختصاص القضائي). بعض البلدان تتطلب تعيين حقوق الطبع ونشر الشكليات لإنشاء حقوق التأليف والنشر، ولكن معظم بنود الاعتراف بالمؤلف في أي عمل منجز، دون تسجيل رسمي عموما، يتم فرض حقوق الطبع والنشر باعتبارها مسألة مدنية، على الرغم من أن بعض السلطات القضائية لا تطبق قانون العقوبات الجنائية.
ويردف بن صالح أن هذه التوطئة التعريفية كافية لمستخدم الإنترنت الذي تزول فيه حدود الجغرافيا والتاريخ، لكي يفهم أن استخدامه يجب أن يكون مراعيا للروح العام للقوانين، فقانون حقوق النشر للأعمال الإبداعية مثل البرامج وألعاب الفيديو والكتب والموسيقى والصور ومقاطع الفيديو، يضمن التحكم في استخدامات معيّنة غير مصرح بها لأعمالهم، (بما في ذلك الحق في مقاضاة الأشخاص الذين يستخدمون أعمالهم المحمية بموجب حقوق النشر دون إذن). ونتيجة لذلك، قد تتطلب صورًا معيّنة ومحتويات أخرى محمية بموجب حقوق النشر الحصول على أذونات أو تراخيص، وخاصة إذا كنت تستخدم العمل في وضع تجاري، فعلى سبيل المثال حسب تصريح بن هني دائما، إذا كان لديك إذن باستخدام صورة، فقد تحتاج إلى الحصول على إذن إضافي لاستخدام محتوى الصورة (مثلاً، صورة لتمثال أو شخص أو شعار) نظرًا لإمكانية اشتراك حقوق دعاية أو علامات تجارية أو حقوق نشر لشخص آخر في الأمر. تتحمل مسؤولية الحصول على كافة الأذونات والتراخيص اللازمة لاستخدام المحتوى في سياقك الخاص، وهذا ما لا يدركه كثير من المستخدمين.
ويلفت بن هني في طروحاته عبر مبادراته لأمر هام يتعلق بواحدة من المشاكل مع قانون الملكية الفكرية هو أنه معقد للغاية. في بعض الظروف لا بأس في أن تشمل مواد الآخرين في عملك، وفي حالات أخرى هذا غير مسموح. كانتهاء حقوق الطبع والنشر فحماية حقوق المؤلف للعمل المكتوب تستمر لمدة 70 عاما اعتبارا من نهاية السنة التي توفي المؤلف بها. وهذا يعني أن تتمكن من نشر أجزاء من عمل شكسبير أو تشوسر، ولكن ليس باربرا كارتلاند أو ألفيس. مبادئ متماثلة تنطبق على الأعمال الفنية (مثل اللوحات والصور الفوتوغرافية أو الرسومات) وأيضا هناك نقل مقتطفات إذ يمكن استخدام مقتطفات قصيرة من مصنفات حق المؤلف دون موافقة طالما أنه محدود القيمة – لا يوجد تعريف محدد بما له أو ليس له قيمة، وهذا يعتمد على العمل وأهميته وأهمية الأجزاء المقتطفة.
ويأمل بن هني من السلطات الولائية أن تفرد لهذا المواضيع أيام تحسيسية واقعية تستهدف عددا من المؤثرين وأصحاب كبرى صفحات التواصل الاجتماعي المختصة بالشأن المحلي، لكي تتغذى هاته الحملات والتكوينات وتتحول لتقليد دائم.
قد يهمك ايضا:
فرنسا تعتقل مشتبها به "سادسًا" في مؤامرة متطرفة
السلطات القضائية في ريو تطلق سراح باتريك هيكي المتهم ببيع تذاكر بطريقة غير شرعية