ترشيد استعمال المياه

لجأت مصالح المقاطعة الإدارية لبئر توتة إلى المجتمع المدني لقيادة حملات تحسيسية لمنع تبذير المياه سيما مع تزايد استهلاكه بعد انتشار جائحة كورونا، وتأكيد المسؤولين أكثر من مرة وجود عجز في هذه المادة الحيوية بسبب شح الأمطار في السنوات الأخيرة، وعدم تجسيد كثير من المشاريع التي انطلقت مؤخرا تخفيفا من وطأة الأزمة التي قال عنها وزير الموارد المائية إنها حادة، ما جعل مصالح مقاطعة بئر توتة تطالب بالحفاظ على هذه الثروة وترسيخ ثقافتها في كل المؤسسات التعليمية والتربوية والثقافية. استنجدت بلهوان نشيدة الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لبئر توتة بممثلي بعض الجمعيات الفاعلة ووضعتهم في صورة الوضع الذي تعرفه المنطقة وأصغت لانشغالات المواطنين التي رفعتها الجمعيات المشاركة وناقشت معهم وضعية أحيائهم والنقائص المسجلة مع اقتراح حلول قصيرة وطويلة المدى التي من شأنها أن ترفع الغبن عن سكان هذه الأحياء، متطرقة معهم لموضوع ترشيد استعمال المياه والمحافظة على هذه الثروة من خلال الحملات التحسيسية والتوعوية، حيث أكدت أن الهدف الرئيسي من هذه الحملات التحسيسية الحفاظ على الثروة المائية، فهي أساسا ثقافة تنشأ من الأسرة ثم المدرسة من خلال مبدأ عدم التبذير، موضحة أن هذه الثروة التي تعتمد عليها كل الدول في جميع قطاعاتها الزراعية والصناعية علينا جميعا مسؤولية الحفاظ عليها لإنجاح هذا المسعى من خلال نشر الوعي في جميع الأوساط التربوية لضمان جيل واع وفي أوساط الفلاحين والصناعيين. يذكر أن وزير الموارد المائية براقي ارزقي، كان قد اعترف بأن الجزائر تعيش أزمة ماء حادة لم تشهدها منذ أكثر من 40 سنة بسبب قلة تساقط الأمطار في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن مصالحه سجلت عجزا بنسبة 39 بالمائة من حيث حجم المياه على مستوى السدود والآبار، مرجعا السبب إلى التغيرات المناخية التي عرفتها البلد والتي لم يستبعد أن تتكرر خلال السنوات القادمة، وقال إن الجزائر تعد من الدول الفقيرة من حيث الموارد المائية، فبرغم من أن النسبة ارتفعت خلال السنوات الماضية بفضل الجهود التي قامت بها الدولة لتصل في حدود 23 مليار متر مكعب بعدما كانت 18 مليار متر مكعب بما فيها مياه الجنوب، غير أن الوضع لا يزال يشكل خطرا، مشيرا إلى أن استعمال المياه غير التقليدية المتمثلة في تحلية مياه البحر والمياه المستعملة لم يقضِ على المشكل لأن النسبة تبقى قليلة قائلا: “في العاصمة يوجد نحو 4 ملايين نسمة واستعمال مياه البحر فيها لا يتعدى 20 بالمائة فقط والباقي من مياه المسطحات”. وتحدث عن وجود برنامج قيد التنفيذ يهدف إلى “تأمين” التموين بالماء الشروب بالجزائر العاصمة في خطوة استباقية ترمي إلى تعويض المنسوب الضئيل لكمية تساقط الأمطار، حيث يتضمن البرنامج انجاز العديد من المشاريع سيما حفر 71 بئرا من بينها 62 باتت عملية بما سيسمح بتحقيق مكسب تقديري إجمالي يعادل 150.000 متر مكعب/ يوم.

قد يهمك ايضا:

مهدي بانك فنان يزرع القيم الإنسانية في ظل تفشي جائحة كورونا

بايدن يبحث مع ميركل ملفات إيران وأفغانستان وجائحة كورونا والتغير المناخي