جريس خيرو الداوود

فقدت الفحيص اليوم أجمل شبابها…، عشرات الرسائل وصلت هاتفي منذ الفجر، صاحبك مات…

لست فقط صاحبي يا أبا راشد جريس خيرو الداوود، بل أخي الذي لم تلده أمي.

ولأني أعرف جريس أكثر من أريج، زوجته الفاضلة، فإنني أقول لكم لا تدفنوه سريعًا، فجريس يحب الحياة والفرح، قد يفعلها وينهض من جديد، أراهن أنه قد يفعلها، وهو الذي يصنع لنا الفرح والمرح والصواني دائما.

جريس، بالله عليك لا تُصدّق أن جلطة سخيفة قد تدفعك إلى مغادرة الحياة.

مُجرم أول من فكر بالتلاعب على مَعِد البشر، فاصبحنا نسمع أن فلانًا قُصَّت معدته او رُبطت او غُيِّرت اتجاهاتها.

جريس كان وحشا بشريا بوزن طن، لكن بقلب طفل وفرح فراشة، نعم كان جريس يفرح عندما يرى فراشة تطارد الضوء.

أقرأ أيضا اللامركزية تجربة أُُفْشِلت.. احْلَوَّت الان في أعين الحكومة والنواب!

منذ سنوات وعندما فكر جريس بتخفيف وزنه وربطِ معدته لم ير الصحة والعافية، افتقدنا وهْرَته عندما كان يدخل أي مكان، وافتقدنا صوته الرخيم عندما كان يُمسك المايكرفون.

جريس أصبح يأكل الحمص واللّبنة والمتبّل في مازات جلساتنا، بعد أن كان يأكل لحم الراس مثلما يأكل الفراولة.

منذ أيام وجريس يستعد ويبلغنا أنه يُحضّر لإقامة حفلة لنجله راشد بمناسبة تخرجه محاميًا، وجريس مَلِك إقامة الحفلات، لن يغيب جريس عن حفلة راشد، مهما كانت الموانع، فراشد بالنسبة له هو الحياة والفرح والعمر، صحيح انه يعشق عنود ابنته الوحيدة، لكن راشد غير….

جريس خيرو الداوود قد يكون خدم آلاف الأصدقاء من الفحيص لكنه خدم أكثر منهم الضمان الاجتماعي الذي كان أحد أبرز عتاولة المؤسسة، والقائد الخدوم لكل من يعرفه ولا يعرفه، بابتسامته المعهودة وطول باله المدهش.

جريس يكره الغدر، فلِمَ غَدره الموت هكذا، ثمة ميتة رحيمة، وثمة ميتات تأتي على حين غرة، تقصف عمر الإنسان من دون استئذان، لا تحاوره، لأنها تعرف أنها لا تستطيع ان تجادله، هي هكذا تغشى الجسد المتعب حتى تمنع النَّفَس عنه.

لا أكشف عن سرٍ كان مدار حديث بيني وبين جريس في الأيام الماضية، كان خوفنا على أحد رفاق جلسات المنتدى والكيت كات والأوبرج، لأن علامات وجهه كانت تدل على أنه مرهق وتعب، كان خوفنا على أنور ابو زينة كبيرا قبل أن تُركّب له آخر شبكة الأسبوع الماضي، أعادته شابا.

جريس لقد فقدت السيطرة على دموعي منذ لحظة سماع الخبر، ووجع قلبي ينذر بفاجعة أخرى.

لقد أدميت قلوبنا، وكنت خارج حسابات المغادرة الآن، فلِمَ فعلتها بهذه الطريقة، كيف لنا أن نفكر بجلسة جديدة لا تكون أنت عرّابها.

أبا راشد عليك الرحمة، لزوجتك أريج، ولراشد وعنود، ووالدتك العزيزة، ولشقيقك الرائع خالد، وشقيقاتك سحر ورنا وريما ورائدة وخلود، ولأهلك وأحبابك وأصدقائك الكثيرين الصبر وحسن العزاء.

قد يهمك أيضا

جاحدون إذا لم ندعم برنامج “رعاية” “أمن ضد السرطان …”

ِلمَ تنتشر الأسلحة بين أيدي الأردنيين؟