اليوم العالمي للتضامن الإنساني

 يحتفل يوم الأحد باليوم العالمي للتضامن الإنساني, الذي يوافق 20 ديسمبر من كل عام, من أجل ترسيخ قواعد التعاون الدولي لمواجهة التحديات العالمية وعلى رأسها جائحة "كوفيد- 19". ‎

وتؤكد الأمم المتحدة في هذا اليوم, على ضرورة الالتزام بتعزيز التضامن لتحقيق أهداف التنمية المستدامة, و ترسيخ قواعد التعاون الدولي لمواجهة التحديات العالمية , ذات الطابع الإقتصادي أو الإجتماعي أو الثقافي أوالإنساني. كما تدعو فيه إلى رفع مستوى الوعي العام بأهمية التضامن, وتعزيز ثقافة المشاركة للقضاء على مظاهر الفقر وضمان الكرامة للجميع.

ويحل الحدث السنوي هذا العام, بعد أن اعتمد زعماء العالم أهدافا عالمية جديدة تسمى "‎أهداف التنمية المستدامة‎", التي تعد جدول أعمال جديد وشامل -يخلف حملة ‎الأهداف الإنمائية للألفية‎- للقضاء على الفقر وحماية الكوكب وضمان الكرامة للجميع.‎

كما يأتي الإحتفال بهذه المناسبة وسط اجتياح وباء كورونا المستجد (كوفيد-19) التي تستدعي مزيدا من التكاثف والتضامن الإنساني للخروج من الأزمة الصحية العالمية.

    ووصفت الأمم المتحدة مفهوم التضامن البشري بـ"أساس الاستقرار الدائم والسلام في العالم", معتبرة أن اليوم العالمي للتضامن 2020 يكتسي أهمية كبيرة لمواجهة الأزمات والتحديات التي يواجهها سكان كوكب الأرض, وعلى رأسها جائحة "كوفيد- 19".‎

وكشف تقرير "الفقر والرخاء المشترك 2020", الذي أصدرته مجموعة البنك الدولي مؤخرًا, أن بين 88 و115 مليون شخص قد يقعون في براثن الفقر المدقع نتيجة لوباء (كوفيد-19)".‎

وتوقع البنك "زيادة تتراوح بين 23 مليون و35 مليون خلال عام 2021 في عدد الفقراء, ما قد يرفع إجمالي عدد الأشخاص الجدد الذين يعيشون في فقر مدقع إلى ما بين 110 ملايين و150 مليون".‎

"التضامن هو الإنسانية, التضامن هو البقاء, هذا هو الدرس المستفاد من عام 2020"

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس, تعليقا على المناسبة التي تزامنت هذا العام مع جائحة مميتة أربكت حسابات العالم بأسره, أن "التضامن هو الإنسانية, التضامن هو البقاء, هذا هو الدرس المستفاد من عام 2020".   وأضاف أن "العالم في حالة انقسام وفوضى يحاول احتواء جائحة "كوفيد- 19", دعونا نتعلم الدرس ونغير المسار للفترة المحورية المقبلة".‎

وأكد غوتيريس أن الرؤية الأممية لليوم الدولي المخصص لتعزيز التضامن ومساعدة المحتاجين تشير إلى "ضرورة التكاتف الإنساني وإقامة روابط صداقة قوية لمواجهة الأزمات والتحديات التي تعرقل مسيرة الدول والأشخاص, وخير مثال عليها وباء كورونا".‎

وتكمن أهمية اليوم الدولي للتضامن الإنساني 2020 , حسب الأمم المتحدة, في الاحتفال بالوحدة في إطار التنوع, وتذكير الحكومات باحترام التزاماتها بالاتفاقيات الدولية, ورفع مستوى الوعي العام بأهمية التضامن, وأيضا تشجيع النقاش بشأن سبل تعزيز التضامن لتحقيق الاهداف الإنمائية للألفية, بما في ذلك القضاء على الفقر, والعمل على تشجيع على مبادرات جديدة للقضاء على الفقر.‎

وترى المنظمة الدولية أن "التضامن البشري هو أساس الاستقرار الدائم والسلامة في المجتمع.. أيضا روح التضامن الإنساني يمكن أن تجلب السلام في العلاقات الاجتماعية على جميع المستويات".‎

    وفقا لتعريف إعلان الألفية, فإن التضامن هو "أحد القيم الأساسية للعلاقات الدولية في القرن 21, حيث يستحق الذين يعانون (ومن لم يستفيدون كثيرا من العولمة) المساعدة والعون ممن استفادوا كثيرا منها, وبناء على ذلك, يغدو تعزيز التضامن الدولي, في سياق العولمة وتحدي تزايد التفاوت, أمرا لا غنى عنه".‎

وفي هذا اليوم, تشجع الأمم المتحدة المبادرات الجديدة للقضاء على الفقر من خلال الفعاليات التي تقام في جميع أنحاء العالم لتعزيز أهمية التضامن.‎

وتشمل هذه الأحداث العروض التقديمية والندوات والمؤتمرات ومناقشات المائدة المستديرة, وتركز العديد من هذه الأحداث أيضًا على كيفية مكافحة الفقر, ورغم أن الاحتفالات هذا العام تركز على جائحة كورونا فإنها لن تقام على أرض الواقع كما في السابق.

تجدر الإشارة إلى أن الأمم المتحدة عززت مفهوم التضامن من خلال مبادرات من قبيل إنشاء صندوق تضامن عالمي للقضاء على الفقر, وإعلان اليوم الدولي للتضامن الإنساني, بوصفه عنصرا حاسما في القضاء ومكافحة الفقر وإشراك جميع أصحاب المصلحة ذوي الصلة.‎

    للتذكير فإن الجمعية العامة للأمم المتحدة, حددت في قرارها ‎209/60 المؤرخ في 17 مارس 2006, التضامن باعتباره أحد القيم الأساسية والعالمية التي ينبغي أن تقوم عليها العلاقات بين الشعوب في القرن الحادي والعشرين, وتقرّر, في هذا الصدد, أن تعلن 20 ديسمبر من كل عام يوما دوليا للتضامن الإنساني.

وأنشأت الجمعية العامة في فبراير 2003, بموجب قرارها ‎265/57, صندوق التضامن العالمي بوصفه صندوقا استئمانيا تابعا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويتمثل الهدف منه في القضاء على الفقر وتعزيز التنمية البشرية والاجتماعية في البلدان النامية, ولا سيما بين القطاعات الأكثر فقرا من سكانها.‎
قد يهمك ايضا:

مجلس الأمة الجزائري يُشارك في منتدى حول "خطة التنمية المستدامة" 

الجزائر والدنمارك يبحثان سُبل التعاون بين البلدين لتطبيق أهداف التنمية المستدامة