صبري بوقادوم

حققت الجهود الدبلوماسية التي يقوم بها وزير الخارجية، صبري بوقادوم، تقدما كبيرا على صعيد محاصرة نظام المخزن وعزله مغاربيا وإفريقيا، وهي الخلاصة التي أكدتها حالة التشنج والتخبط، التي تطبع مواقف المملكة المغربية مؤخرا.

وبينما كان وزير الداخلية والجماعات المحلية، كمال بلجود، في زيارة إلى موريتانيا، للتوقيع على مذكرة التفاهم لإنشاء اللجنة الثنائية الحدودية الجزائرية الموريتانية، رفض المغرب استقبال وزير الخارجية الموريتانية إسماعيل ولد الشيخ أحمد.

وفي الوقت الذي برر المغرب عدم استقبال الوزير الموريتاني، بحجة أن هذه الزيارة لم تكن مدرجة في أجندة المالك محمد السادس وبالظروف الخاصة المتعلقة بحالة الغلق الناتجة عن فيروس كورونا المستجد، استبعدت وسائل إعلام مغربية قريبة من المخزن، أن يكون للأمر علاقة بكورونا، لأن الرباط سبق لها وأن استقبلت مبعوثي عدد من الدول من بينهم وزير الخارجية الإماراتي.

وتقول المصادر الإعلامية المغربية القريبة من القصر، إن نظام المخزن اغتاظ كثيرا من استقبال الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، العديد من قيادات جبهة البوليساريو، وآخرهم البشير مصطفى السيد، المستشار بالرئاسة الصحراوية، والتي تتناغم والجهود التي يقوم بها بوقادوم على الساحتين الإفريقية والأوروبية.

ولم يلبث وزير الخارجية الموريتاني أن حل بالجزائر واستقبل من قبل الرئيس عبد المجيد تبون، الذي استلم منه رسالة من الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني وسلمه أخرى، قبل أن يشيد ولد الشيخ بالدعم المتواصل من قبل الجزائر لبلاده، في رسالة مشفرة للمغرب.

وقال وزير الخارجية الموريتاني إن الرئيس تبون أعطى توجيهات لوزيري خارجية البلدين للقيام بزيارات متبادلة من أجل تطوير العلاقات الثنائية. كما عبر المسؤول الموريتاني عن ارتياح بلاده لإنجاز الطريق الاستراتيجي بين تندوف والزويرات (حوالي 900 كلم)، الذي وصفه بـ”الطريق المهم”.

وقبل ذلك، كان وزير الخارجية الموريتاني قد حل بتونس، في أعقاب زيارة أخرى لوزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم للجارة الشرقية، حاملا رسالة للرئيس التونسي قيس سعيد من نظيره الرئيس تبون، وقال إن “تونس والجزائر تقاسمتا ماضيا مجيدا، وتواجهان تحديات مشتركة”.

وفي غضون ذلك، خرجت السلطات الليبية الجديدة بمبادرة جديدة، على لسان رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، الذي تحدث عن “أهمية تفعيل اتحاد المغرب العربي ودعم مؤسساته”، وقال إن بلاده “ستبذل ما في وسعها خلال الفترة الحالية لتحقيق هذا الهدف بالتعاون مع الأشقاء بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد المغاربي”، وأنها ستوجه قريباً دعوة لبدء التئام اجتماعات اتحاد دول المغرب العربي المتوقفة على مختلف المستويات.

ومعلوم أن المغرب هي التي أوقفت عجلة التقارب المغاربي، من خلال إصرارها على ربط القضية الصحراوية بتفعيل التقارب المغاربي، في محاولة من نظام المخزن لتحميل المسؤولية للجزائر فيما يحصل لهذا الاتحاد، وهي الخدعة التي لم تنطل على أي من بلدان المنطقة المغاربية.

وبات نظام المخزن من خلال هذه الحركية الدبلوماسية المغاربية خارج اللعبة، ما يبين نشاز مواقفه وعدم انسجامها مع محيطها، الذي أصبح أقرب إلى تفعيل آليات الاتحاد على حسابها، تماما كما هو حاصل على مستوى الاتحاد الإفريقي.

قد يهمك ايضاً

بوقادوم “الثقافة في خدمة التاريخ الجزائري وخصوصا السابق لعام 1962”

"بوقادوم" “العلاقات بين الجزائر وتونس لها طابع خاص ومتميز”