غيب الموت، الليلة شاعر الثورة الفلسطينية إبراهيم محمد صالح الملقب بـ "أبو عرب"، عن عمر يناهز (83 عاما) في مدينة حمص السورية، بعد صراع مع المرض. وقال أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم إسماعيل التلاوي، لوكالة الأنباء الفلسطينية إن "وفاة الشاعر الكبير أبو عرب تعتبر خسارة كبيرة لشعبنا، هذا الفنان الذي يعتبر ذاكرة كبيرة لشعبنا، حيث بدأ بالغناء منذ النكبة عام 1948، وبقي شامخا عملاقا بصوته العذب، وكلماته التي اعتبرت مكتب تعبئة وتنظيم متنقل، حيث كان يسكن بداخله الوطن بأكمله، فغنى للحجر والشجر والحسون، لم يترك شيئا بفلسطين إلا وغنى له، فالحنين والشوق وانتمائه لوطنه جعلته فنانا مرهفا بأحاسيسه ومشاعره تجاه وطنه". وأبو عرب من مواليد عام 1931 في قرية الشجرة المهجرة في الجليل، والواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي الناصرة وطبرية، وبعد تهجير قرية الشجرة لجأ إلى كفر كنا، لينزح بعدها إلى عرابة البطوف ومكث فيها مدة شهرين، وتوجه بعدها إلى لبنان، ثم إلى سوريا. ويلقب بأنه شاعر الثورة الفلسطينية وشاعر المخيمات، والذاكرة الحية للتراث الغنائي الفلسطيني، جمعته مسيرته بعدد كبير من الزعماء والقادة والمفكرين والكتاب والشعراء، بينهم ياسر عرفات، وخليل الوزير، وصلاح خلف، وفاروق القدومي، وشفيق الحوت، وسعد صايل، وغسان كنفاني، وناجي العلي، ومظفر النواب، وجمال عبد الناصر، وجورج حبش، وأحمد فؤاد نجم، وأحمد مطر، ويوسف الخطيب، ونديم محمد، وعبد الرحمن الأبنودي، ورشاد أبو شاور.  وأول أغنية غناها أبو عرب بعد انطلاقة الثورة الفلسطينية والمد الجماهيري المؤيد للثورة وانضمام الشباب الفلسطيني إلى صفوف الفدائيين كانت في عام 1966، كما أعاد توزيع مجموعة من أغاني التراث الفلسطيني بعد تغيير مفرداتها لتتلاءم مع الواقع الجديد، مثل أغنية 'يا ظريف الطول' وهي من أغاني الأعراس التي تحولت على يده لأنشودة تتغنى بالفدائي الفلسطيني وعملياته الجريئة، ومن ثم أغنية 'شيلوا شهيد الوطن'. بدأ أبو عرب لأول مرة حياته الفنية بشكل مكثف ومنتظم عام 1978 حين استدعاه عضو اللجنة المركزية في حركة 'فتح' الشهيد ماجد أبو شرار، وطلب منه العمل في إذاعة 'صوت فلسطين' وتسجيل الأغاني والأهازيج الوطنية، وسجل في الإذاعة أكثر من 16 شريطا تحتوي على أكثر من 140 أغنية استمر تسجيلها حتى عام 1982.