من بين الأزقة القديمة في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، برزت ملامح موهبة الفتى عمار الشريف (13عامًا) في مجال الحاسوب والانترنت، ليصطاد في بدايات عمله حساب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك". عند بلوغه تسع سنوات، أظهر الشريف ذكائه المميز في مجال اختراق صفحات الانترنت واستخدام الهاكرز، حيث لاحظت عائلته ومجموعة من أصدقائه المقربين أنه يتمتع بقدرة عالية وبراعة فائقة في الاختراق بدقائق معدودة. هذا الذكاء الذي صاحبه منذ سنيه الأولى قاده لاحقًا إلى اكتشاف ثغرة أمنية في موقع "فيسبوك" العالمي تمثلت في قدرته على اجتياز السؤال الآمن لأي شخص وتغيير كلمة السر الخاصة بحسابه والسيطرة عليه، مما سهل عليه الدخول إلى عالم الاختراق من أوسع أبوابه. ويروي الشريف لوكالة "صفا" كيفية تعلمه مهارة الاختراق، ويقول: "بدأت بالتعلم عبر موقع يوتيوب وتتبع أبسط التفاصيل حول الاختراق، واستنبطت المعلومات من المقاطع وصححتها بالتطبيق العملي، حتى نجحت بعد محاولات باكتشاف الثغرة الأمنية قبل أربعة أشهر". بدايات الموهبة ويوضح أن إدارة فيسبوك طلبت منه مقطعًا توضيحيًا عن الثغرة، فأرسل لهم كيفية الاختراق، فطلبت منه الكود مقابل مبلغ وقدره 20 ألف دولار، فرفض العرض، مبينًا أنها أغلقت حسابه الشخصي على ذات الموقع الذي كان يتابعه عليه عشرات الآلاف. بحسب الشريف. ولدى "فيسبوك" برنامجها الخاص الذي يشجع الهاكرز على اكتشاف الثغرات الأمنية مقابل جوائز مالية بحسب نوعها وخطورتها، وتفاعل كثير من الباحثين الأمنين والهاكرز معه، واستطاعت كشف العديد منها، انطلاقًا من ثغرات "أكسس" مرورًا بثغرات حجب الخدمة . ويخص الشريف وكالة "صفا" في حديثه بالكشف عن ثغرتين جديدتين في موقع "فيسبوك" وهما: فك اختبار الصور المعقد للحسابات الشخصية بسهولة، وتثبيت الصورة الشخصية في الصفحات العامة على عكس ما هو معمول به، بعد ثغرة "منشئ المحتوى" وتغيير أدوار مدير الصفحات. عمار الشريف (13عامًا) ويبين أن مساعدة الأشخاص الذين تخترق حساباتهم من أجل استردادها كان الدافع الأول من وراء رفضه تسليم الكود، لافتًا إلى أنه استعاد عدة صفحات فلسطينية كبرى، واخترق عشرات حسابات شخصيات كبيرة، مثل: الرئيس السوري بشار الأسد، والجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وعرضت - بحسب ما يقول الشريف - عدة شركات محلية وخارجية عليه العمل لديها، لكنه لم يرد عليها حتى اللحظة، مشيرًا إلى أنه يحلم بـ"إزالة" الكيان الإسرائيلي عن الشبكة العنكبوتية رغم تلقيه عدة تحذيرات من المخابرات الإسرائيلية. ويعتب الفتى الموهوب على الحكومة في رام الله لعدم الاهتمام به وبغيره من أصحاب المواهب بتقديم الرعاية لهم، ليقول: "من يوم اكتشافي للثغرة منذ أربعة أشهر لم أتلق أي اتصال أو دعوة ولا حتى تكريم للأسف رغم أنني بعملي أخدم القضية الفلسطينية". ويواصل الشريف دوره في خدمة القضية الفلسطينية وتعريف العالم بالمعاناة التي يقاسيها جراء الاحتلال الإسرائيلي رغم عدم تقديم إدارة "فيس بوك" لجائزة على اكتشاف الثغرة، مبينًا أنه يحلم بالعمل في مجال الانترنت ويكون "سفاح العرب" لخدمة شعبه.