تم يوم الأربعاء في لاروشال (جنوب غرب فرنسا) تنظيم تكريم مؤثر للمجاهد محمد خالدي الذي كان مسؤولا بفيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا عن مناطق شارونت ماريتيم و لا شارونت و لي دو سافر من 1957 إلى 1959. و حضر التكريم الذي نظمته جمعية الجزائريين بشارونت ماريتيم بمناسبة احياء الذكرى 52 للتوقيع على اتفاقيات ايفيان كل من قنصل الجزائر ببوردو علام محمد و منتخبين محليين و اعضاء في الجالية الوطنية المقيمة في منطقة لا روشال. و تاثر المجاهد كثيرا لدى تلقيه ميدالية شرفية و هدايا (لوحة ترمز إلى امراة ملحفة بقصبة الجزائر) من ايادي القنصل و الحركة الجمعوية المحلية. و قال في تصريح ل (واج) و التأثر باد على وجهه "ان هذا التكريم يثلج صدري لانه دليل اضافي على وجود اشخاص يحبون الجزائر حبا جما و مستعدين لتسلم الشعلة". و أردف يقول ان "هذا التاريخ يرمز إلى التخلص نهائيا من 132 سنة من الاستعمار و كان ذلك كالخروج من ظلمات العبودية إلى نور الحرية". و اعتبر رئيس جمعية الجزائريين لشارونت ماريتيم يفري بن زرقة ان الامر لا يتعلق فقط بالتساؤل حول الماضي المجيد و لكن ايضا العمل على كتابة "صفحة جديدة من العلاقات الجزائرية الفرنسية الهادئة". كما تطرق إلى اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية ل17 افريل داعيا المواطنين الجزائريين بفرنسا و بالجزائر في كل مكان إلى "اداء واجبهم الوطني". و أشار إلى ان "الانتخاب هو العمل المسؤول الوحيد الذي سيجمعنا و يعزز وعينا بوحدتنا و كرامتنا كجزائريين في المشاركة في الجهد المشترك بغية ضمان مستقبل أفضل للأجيال المقبلة". و أشاد قنصل الجزائر ببوردو بمدينة لا روشال التي رفض شبابها الفرنسيين في ماي 1956 حمل السلاح للحرب في الجزائر. و بعد الاشادة بالشهداء الذين ضحوا بانفسهم لتحيا الجزائر ابرز الطابع الرمزي لحفل التكريم هذا الذي يعبر عن الارادة المشتركة في الالتقاء "لنسج علاقات اخوة مستديمة". و اردف يقول ان "هذا اليوم ينبهنا إلى حتمية التعبير عن عرفاننا الكبير لشهدائنا و كذا للجنود الفرنسيين الشجعان الذين عصوا و رفضوا حمل السلاح و خوض حرب غير عادلة و غير انسانية". و كان المجاهد محمد خالدي المولود في 15 فبراير 1920 بسيدي خالد ببسكرة مسؤولا بفيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا عن مناطق شارونت ماريتيم و شارونت و لي دو سافر من 1957 إلى 1959. و يعتبر المجاهد محمد خالدي أيضا كاتبا و فيلسوفا و هو صاحب رواية "المراحل" الحائزة على الجائزة الأدبية الأولى للجزائر سنة 1987 و مؤلف آخر حول قواعد اللغة العربية. و ألف مؤخرا كتابا تحت عنوان "لماذا استجبت لنداء جبهة التحرير الوطني..." روى فيه الأحداث التي شهدها و دوره في الجبهة.