الجزائر ـ الجزائر اليوم
لا يوجد من أنصار الخضر من ليست له قناعة بأن أشبال جمال بلماضي، قادرون على الفوز عشية الإثنين أمام زيمباوبي في عقر ديار هذا المنتخب الإفريقي العنيد، فقد تعوّد اللاعبون على الفوز خارج الديار وبعيدا عن الملاعب الجزائرية، وكانوا قد فازوا بست مباريات من سبعة في كأس أمم إفريقيا في مصر، كما فازوا على بوتسوانا بهدف من يوسف بلايلي، وفازوا برباعية أمام طوغو في لومي بقيادة أديبايور، وسيكون الفوز في زيمبابوي ممكنا حتى ولو تحقق بصعوبة.
وكلام جمال بلماضي الذي يطالب لاعبيه بالسيطرة على القارة السمراء لن يكون له معنى من دون تحقيق الانتصارات خارج الديار، وحتى التأهل إلى منافسة كأس العالم في قطر، لن يتحقق إذا غابت النقاط الثلاث خارج الديار في قلب القارة السمراء، بعد أن دخلت المعادلة الآن وفكت العقدة وصارت الظروف الصعبة من أرضيات سيئة أو مناخ بحرارته ورطوبته وسوء التحكيم، تسقط أمام خطط تكتيكية وإرادة لاعبين وتكيّف جيد مع مختلف الظروف، وصار عيب التحجج بها، وكانت في سنوات سابقة المشجب الذي تعلق عليه كل الهزائم من طرف المدربين واللاعبين سواء بالنسبة للمنتخب الوطني أو الأندية الجزائرية المشاركة في المنافسات الإفريقية.
اللعب في قلب القارة السمراء كان صعبا جدا حتى في الزمن الذهبي للكرة الجزائرية مع ماجر وبلومي وعصاد، حيث لم يحققوا الفوز بالنتيجة والأداء إلا في الجزائر، أما في قلب القارة فيعجزوا عن الفوز، إذ فازوا بخماسية في سنة 1981 في وهران أمام مالي وخسروا في باماكو بثلاثية كاملة، وفازوا في وهران أيضا بسباعية أمام بوركينا فواسو، وتعادلوا في واغادوغو، وفازوا في 1983 بسداسية أمام بينين في ملعب 5 جويلية، وتعادلوا في كوتونو، وفازوا برباعية على موريتانيا في ملعب 5 جويلية، وتعادلوا في نواقشط، وفي تصفيات مونديال 1982 لم يحققوا سوى فوز واحد خارج الديار في لاغوس أمام نيجيريا بهدفين مقابل صفر، بينما تعادلوا في السودان بهدف لهدف وأمام سيراليون في فريتوان بهدفين لهدفين، وخسروا بهدف نظيف أمام نيجر، وعجز الجزائريون في عصر بلومي ومناد وغيرهما عن التتويج بالكؤوس الإفريقية الكثيرة التي لعبوها والتي جرت خارج الديار.
وأشهر الانتصارات المحققة خارج الديار كانت في دول المغرب العربي عندما سحقوا المغرب في ملعبها بخماسية مقابل واحد سنة 1979 في تصفيات أولمبياد موسكو، وعندما فازوا على تونس في ملعب المنزه برباعية مقابل واحد في تصفيات مونديال 1986 في المكسيك، أما في قلب القارة فكان التعادل هو أحسن نتيجة حتى وإن كان المنتخب الذي يواجهوه ضعيفا جدا وهم مدججون بلاعبين من طينة ماجر وبلومي وعصاد ومناد وفرقاني، وكان من النادر مشاركة المحترفين في المباريات التي تلعب في أدغال القارة والساحل الإفريقي. وسجلت الجزائر في تاريخها هزائم كثيرة ومخجلة في قلب إفريقيا أمام منتخبات عادية وفي زمن أساطير الكرة الجزئرية، حيث خسر رفقاء لالماس وعميروش وكالام في كأس أمم إفريقيا في إثيوبيا سنة 1968 في دور المجموعات بثلاثية مقابل صفر، أمام كوت ديفوار، ثم بثلاثية مقابل واحد أمام إثيوبيا في وجود الأسطورة الراحل حسان لالماس، وخسروا في غينيا في تصفيات مونديال ألمانيا الغربية سنة 1974 في زمن قموح ودالي ووشان بخماسية كاملة مقابل هدف من قموح، وفي زمن بلومي وماجر خسروا في نهائي كان 1980 أمام نيجريا بثلاثية مقابل صفر، وخسروا في مالي في تصفيات كان ليبيا 1982، بثلاثية.
وهناك هزائم كثيرة جدا بالثقيل في زمن سعدان منها ثلاثية ملاوي ورباعية مصر وأخرى في زمن بن شيخة برباعية المغرب وحتى في زمن بقية المدربين انتهاء بالمدرب رابح ماجر.
الجزائر في تاريخها وفي مشاركاتها الأربع في كأس العالم في مختلف القارات وبأجيال مختلفة لم تخسر سوى مرة واحدة بثلاثية في المكسيك سنة 1986 أمام إسبانيا، كما خسرت مرة واحدة بثنائية مقابل صفر في سنة 1982 في إسبانيا أمام النمسا، أما بقية الهزائم فكانت بصعوبة كبيرة جدا، بهدف أمام البرازيل سنة 1986 في المكسيك، وبهدف واحد أمام سلوفينيا في جنوب إفريقيا 2010، وبهدف لصفر أمام أمريكا في نفس المونديال، وبهدفين مقابل واحد أمام بلجيكا في البرازيل سنة 2014 وبنفس النتيجة وبعد الوقت الإضافي أمام منتخب ألمانيا في الدور الثمن النهائي من مونديال البرازيل سنة 2014.
قد يهمك ايضا:
مدرّب الجزائر جمال بلماضي يوجّه رسائل تحفيزية للاعبي منتخب الشباب