دونالد ترامب شخصية عام 2016

اختارت مجلة "تايم" الأميركية  دونالد ترامب شخصية العام 2016 اعتبارًا للاهتمام البالغ الذي حظي به فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية  هذا العام، وكتبت الصحفية نانسي غيبس في مقالها "الاختيار" في المجلة الذائعة الصيت في العالم أن "هذه هي المرة التسعين التي تختار فيها المجلة الشخصية الأكثر إثارة وتأثيرًا في العالم" وأن "التحدي الأكبر لدونالد ترامب هو هذا الاختلاف العميق لدى الأميركيين حول إذا ما كان هذا التأثير إيجابيًا أم سلبيًا".

دونالد ترامب، الذي سيصبح رسميًا يوم 20 يناير\ كانون الثاني 2016 رئيس الولايات المتحدة الأميركية، هو رجل أعمال ثري ومستثمر كبير في العقار ومقامر من الطراز الرفيع. التحق ترامب بمدرسة وارتون للمحاسبة في جامعة ولاية بنسلفانيا قبل أن يلتحق لاحقًا بمؤسسة والده "فريدريك كريست ترامب" المتخصصة في العقارات.

وعرف نشاط ترامب التجاري مشاكل عدة وكاد أن يعصف بكل طموحاته في بناء إمبراطورية مالية ضخمة. ففي عام 1990, وإبان الأزمة الاقتصادية التي عرفتها الولايات المتحدة، كاد ترامب أن يشهر إفلاسه بعدما بلغت ديونه مليارات الدولارات، ثم جاءت أزمة 2005 عندما واجهت مجموعة من كازينوهاته خسائر فاضحة في مدينة القمار "أتلنتيك سيتي". ترامب معروف أيضًا في أميركا باهتمامه البالغ  بعالم الشهرة والإعلام حيث قدم ولمدة زادت عن  12 عامًا أحد أكثر برامج الواقع إثارة للمتابعة "ذي أبرنتيس" والذي اشتهر بالعبارة الشهيرة "أنت مطرود".

وأكثر ما يثير الفضول في شخصية دونالد ترامب الغريبة الأطوار هو ولعه الكبير بالنساء وزيجاته المتعددة. فقد تزوج في عام 1977 من عارضة الأزياء التشيكية المولد إيفانا زلينكوفا، قبل أن ينفصل عنها ويتزوج في عام 1993 من الممثلة والإعلامية الأميركية  مارلا آن مابلس ليطلقها بعد فترة ويتزوج بعد ذلك في عام 2005 من عارضة الأزياء السلوفينية الحسناء ميلانا كنوس، والتي ستصبح في يناير\كانون الثاني القادم السيدة الأولى للولايات المتحدة الأميركية .

وجاء فوز ترامب بالرئاسة الأميركية وسط جدل كبير حول شخصيته المتهورة، ومواقفه العنصرية تجاه المسلمين والمهاجرين والنساء، وفضائحه الضريبية وافتقاده إلى الخبرة السياسية المطلوبة لقيادة أكبر قوة اقتصادية وعسكرية وسياسية في العالم. وقبل يوم واحد من تاريخ الاقتراع، كانت كل المؤشرات؛ بما فيها استطلاعات الرأي واستنتاجات الخبراء السياسيين وكذلك الميول المعبر عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، توحي باستحالة فوز ترامب بالرئاسة. غير أن غالبية الأميركيين؛ الغير متعلمين تحديدًا وكبار السن من المواطنين البيض، اختارت أن تصوت لهذا السياسي المتهور وتضع أميركا ومعها بقية دول العالم أمام هذه الحقيقة المرعبة.

وكتبت نانسي غيبس أن الأميركيين المؤيدين لدونالد ترامب يرون أن "انتصاره يمثل توبيخًا طال انتظاره للطبقة الحاكمة والمتغطرسة" وأن "من يرون تأثيره سلبيًا، يعتقدون أنه سيدمر كل المعايير المعقولة في السياسة"، و"سيثير الخوف مما قد يقوم به أو مما سيفعله الآخرون باسمه".