تسلمت زعيمة المعارضة البورمية اونغ سان سو تشي اخيرا الثلاثاء في ستراسبورغ جائزة ساخاروف التي منحها اياها في 1990 النواب الاوروبيون الذين دعتهم الى مساعدة بورما على صعيد الاصلاحات التي لم تكتمل بعد. وقد استقبل النواب الاوروبيون بالتصفيق الحاد زعيمة المعارضة البورمية، قبل ان تتسلم جائزتها من الرئيس الالماني للبرلمان الاوروبي مارتن شولتز. ولم تتمكن اونغ سان سو تشي التي استعادت حرية تحركاتها منذ ثلاث سنوات فقط، بعد اقامة جبرية استمرت 15 عاما في رانغون، من ان تتسلم قبل اليوم هذه الجائزة التي تمنح الى شخصيات تدافع عن حقوق الانسان. وقال شولتز "لقد ناضلت وعانيت، لكن المهم انك انتصرت"، مشيرا الى انها "مثال كبير للحرية والديموقراطية". واعتبرت سو تشي في كلمتها انه "يجب ان نتحلى بالواقعية: لقد احرزنا تقدما منذ 1990، لكن التقدم غير كاف". واضافت "آمل في ان تساعدونا على تحرير شعبنا من الخوف، لأن هذا الخوف ما زال موجودا". وتندرج زيارة سو تشي (69 عاما) الى ستراسبورغ في اطار جولة اوروبية لاقناع المسؤولين الاوروبيين بممارسة ضغوط على بورما، لحملها على تعديل دستورها واضفاء مزيد من الديموقراطية عليه. وقالت زعيمة المعارضة البورمية "بدأ الناس يتعلمون طرح الاسئلة، فحرية التفكير والرأي حق ما زال غير مضمون 100%"، مشددة على ضرورة اعادة النظر في الدستور "لتأمين الازدهار التام" لهذه الحريات. ويمنح الدستور البورمي الذي اعده المجلس العسكري المنحل اليوم، واقر عبر استفتاء، عسكريين في الخدمة 25% من المقاعد في الجمعيات. ويشكل ايضا عقبة كبيرة امام الطموح الذي اعلنته سو تشي بأن تصبح رئيسة بعد انتخابات 2015. وهو يمنع في الواقع بورميا متزوجا من اجنبي او لديه اولاد اجانب ان يصل الى منصب الرئاسة. وكان زوجها مايكل اريس المتوفي من التابعية البريطانية. وابناها بريطانيان. وقد امضت سو تشي نحو خمس عشرة سنة في الاقامة الجبرية قبل ان تستعيد حريتها بعيد الانتخابات المثيرة للجدل التي اجريت في تشرين الثاني/نوفمبر 2010. وقالت وهي تبتسم امام الصحافة "هذا يستحق العناء بصراحة"، ملمحة الى ما واجهته، وقالت ان تحركها "اعاد الامل الى شعبنا". وعادت زعيمة المعارضة البورمية الى قلب اللعبة السياسية نتيجة اصلاحات قامت بها الحكومة الجديدة التي خلفت المجلس العسكري في اذار/مارس 2011. وانتخبت نائبة في الانتخابات الفرعية في 2012. وعدا عن الاصلاحات السياسية، شددت "سيدة رانغون" ايضا على ضرورة ان تساعد اوروبا في مجالات مثل التعليم والصحة ومياه الشفة والطرق "البائسة" اليوم. وقالت للصحافيين ان "المستثمرين لا يثقون بالوضع السياسي والاقتصادي في بورما للاستثمار فيها، وهي تفتقر ايضا الى البنى التحتية الاساسية". واضافت "ثمة نسبة بطالة مرتفعة في بلادي وخصوصا بين الشبان، انها قنبلة موقوتة". وشددت زعيمة المعارضة البورمية على القول "لديكم اموال طائلة، لا تنسوها، وكثير من النفوذ". وجائزة ساخاروف الاخيرة التي يسلمها البرلمان الاوروبي سنويا منذ 1988، منحت قبل اسبوعين الى الشابة الباكستانية المناضلة من اجل حقوق التعليم ملالا يوسف زاي (16 عاما) التي باتت رمزا عالميا للنضال ضد التطرف الديني.