واشنطن - العرب اليوم
كُثر هم الأطفال الذين تحرمهم حالتهم الصحية من عيش طفولتهم بالشكل الطبيعي، وممارسة بعض النشاطات الترفيهية البسيطة كغيرهم من أبناء جيلهم. وفي مبادرة تسعى إلى إزالة الحواجز التي تحول بينهم وبين العالم الترفيهي، قام مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال في دبي، (مستشفى الأطفال الوحيد في الإمارات)، بالتعاون مع «روكسي سينما»، بتنظيم سينما خاصة لأطفال المستشفى، وعرض فيلم «فندق ترانسلفينيا 3». جُهزت القاعة لاستيعاب كل الحالات المرضية، فقد وضعت فيها الأسرّة للأطفال غير القادرين على الجلوس، الى جانب الكراسي المتحركة التي سهلت تنقلهم ووصولهم إلى القاعة.
طغت الأجواء الترفيهية على العرض السينمائي، الذي أقيم أول من أمس، في «الجليلة للأطفال»، الذي يتوجه إلى الأطفال الذين لا يمكنهم الذهاب إلى السينما. وتم اختيار الجزء الثالث من فيلم «فندق ترانسيلفينيا 3»، الذي بدأت عروضه في دور السينما منذ أيام قليلة، نظراً إلى جماهريته العالية، ومحبة الأطفال لهذا الفيلم والشخصيات الموجودة فيه.
خطوة مفرحة
والد الطفل عدي عبدالكريم محمد، رافق ابنه في المستشفى لمشاهدة الفيلم. وشرح لنا عبدالكريم محمد، أهمية هذه الخطوة بالنسبة لأطفال لديهم مشكلات مزمنة تتطلب وجودهم في المستشفى لأيام طويلة، وقال: «يعاني ابني من (فتحة رباعية) في القلب، وجلطة دماغية، وقد ولد وهذه الفتحة موجودة في قلبه، وأجريت له عملية جراحية، وكذلك قسطرة قلبية قبل عامين في تركيا، ولم يتبق لي المال الكافي لاستكمال علاجه، لكن بفضل الرعاية التي تلقاها في مستشفى الجليلة باتت صحته أفضل». ولفت إلى أن وضعه الصحي يحتاج إلى عملية جراحية، وهو لم يعش طفولته بشكل طبيعي، فهو يوجد في المستشفى بشكل شبه دائم، إذ يواجه حالة غير مستقرة في صعود وهبوط الأوكسجين في الدم، ما يمكن أن يؤدي إلى اختناقه أو تعبه، فأحياناً يقع في الأرض فجأة، كما أنه غير قادر على السير الا لخطوات معدودة.
ونوّه محمد بأن ابنه عدي فرح كثيراً لمبادرة وجود العرض السينمائي في المستشفى، فقد أسعدته الخطوة كثيراً، فهو غير قادر على الذهاب للسينما، مشيراً إلى أن هذه المبادرة تشعر الأطفال بأنهم غير موجودين في المستشفى، فهي تقدم لهم جواً من الفرح الذي يمنحهم سعادة لا توصف.
وقامت «الجليلة للأطفال» بتحويل قاعة محاضرات المستشفى إلى قاعة سينمائية، وغيّرت اسمها إلى «هوليوود بوليفارد» ليوم واحد، لمنح الأطفال تجربة متكاملة حافلة بالفرح والمرح، حيث تم تزيين الطابق الأرضي في المستشفى بالملصقات الملوّنة للفيلم، وتم توزيع الوجبات الصحية الخفيفة قبل دخول السينما. كما حضر الاحتفال الشخصيتان الكرتونيتان «دراك» و«إريكا»، وهما من الشخصيات الرئيسة في الفيلم، حيث التقط الأطفال الصور التذكارية معهما.
وأكد المدير التنفيذي للعمليات في مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال، الدكتور محمد العوضي، أن الجانبين الاجتماعي والترفيهي مهمان جداً في علاج الطفل، فالتركيز على الجانب الطبي المهم، يوازيه تركيز على الجوانب النفسية والاجتماعية والترفيهية، ولهذا توضع الفعاليات ضمن جدول الأنشطة الموجهة إلى الطفل، فالهدف أن يعيش الطفل طفولته داخل المستشفى. وعن استضافة التجربة، قال: «من خلال استضافة هذه التجربة المفعمة بالمرح يتجسّد شعار المستشفى في كونه المكان الذي يسهم في توفير (طفولة صحية وسعيدة) للأطفال، وبهذا نضمن تقديم رعاية متوازنة بمستويات عالمية لأطفالنا، تجمع بين العلاجين العاطفي والمعنوي، بالتوازي مع توفير أفضل مستويات الرعاية الصحية، وهذا ما يُسهم في تحقيق الشفاء العاجل». وأضاف: «نسعى دائماً بين الفترة والأخرى إلى تقديم أنشطة تمد الطفل بالشعور بطفولته، سواء كان مقيماً لدينا في المستشفى، أو في قسم الطوارئ».
وأكد العوضي أن المرضى يمرّون بظروف صعبة، وأن الأنشطة تسهم إلى حد كبير في التأثير إيجاباً في العلاج. وأشار إلى أن المستشفى تخصصي، ويستقبل حالات صعبة، منها التي تتعلق بالقلب، والحالات العصبية، ولهذا من خلال وجود مرضى هذه الحالات لوقت طويل قد لمسنا التأثير الإيجابي لهذه النشاطات في تقبلهم للعلاج.
ولفت إلى أن المستشفى يقوم بكثير من الفعاليات، التي تسهم في بث الفرح في نفوس الأطفال، منها الشخصيات الكرتونية التي تزور المستشفى، إلى جانب افتتاح مختبر النوم بحفلة، إضافة إلى البرنامج التطوّعي لأطفال الجليلة، الذي يضم أكثر من 500 متطوّع يأتون للأطفال، ويقدمون بعض النشاطات، منها قراءة القصص، وتقديم عروض الدُمى المتحركة، كما أنه حين يصادف عيد ميلاد الطفل، خلال وجوده في المستشفى، نقوم بتحضير حفلة له. ويضم المستشفى غرف الألعاب والترفيه في الأقسام المختلفة، لأننا نسعى إلى أن يكون المستوى متميزاً.
من جانبه، قال مدير عام قسم الترفيه في «مراس القابضة»، أندرو كيلنغ: «يسر (روكسي سينما) أن تشارك مع مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال، في إدخال البهجة إلى المرضى الصغار، فالأطفال يستحقون أن يعيشوا طفولتهم، وإن تعذر عليهم الحضور إلى دار السينما، فإننا سعداء للغاية أن نحضر نحن السينما إليهم».