الشاب أحمد النجار

فشلت محاولات الشاب أحمد النجار في الالتحاق بوظيفة طيار فور تخرجه من المرحلة الثانوية بسبب طوله الفارع "191 سم"، ووزنه الذي جاوز حينها 105 كلجم، لكنه "التف" على هذه "الأمنية" وعمل بالقرب منها عبر صيانة "مكائن" الطائرات، خصوصاً محرك "جيت" المشغل لطائرة "الـ"هوك"و"التايفون" و"الترنيدو".

ويكمل "النجار" القصة ، قائلاً: تخرجت في ثانوية الملك عبدالعزيز في منطقة تبوك، وكانت رغبتي الإلتحاق بالسلك العسكري برتبة طيار، ولم يتم قبولي ربما لضخامة جسمي حيث كان الشرط 188 سم وأنا طولي أعلى من ذلك بكثير 191سم، على الرغم من ارتفاع المعدل التراكمي بنسبة 95 ، وتخصص علمي.. ثم التحقت بإحدى الجامعات ودرست فترة قليلة، ووجدت أن المقاعد الدراسية ليست مكاني، وبحثت عن الأفضقل، والتحقت بـ"بي أيه آي سيستمز" المتخصصة في مجالات الدفاع والأمن والطيران، والآن أشعر بثقة وهمّة، فأنا أبلغ من العمر 20 عامآ، وأعمل فني صيانة طائرات، وتخصصت في إصلاح ماكينة الـ"جيت" وهي محرك طائرات "السسنا، والهوك، والترنيدو، والتايفون".

وتابع: نعمل في الورشة على صيانة الطائرات الحربية والمدنية، وتعلمنا الانضباط واحترام الوقت إلى جانب العمل المهني، ومع المدربين الأجانب عكسنا سمعة جيدة عن مهارات وأخلاق الشاب السعودي، كما أن بيئة العمل والامتيازات ساهمت في الإنتاجية؛ فخلال سنه و3 شهور أتقنّا كل المتطلبات؛ بفضل قوة التركيز والمحاضرات المكثفة، ونعمل بشكل يومي على "السيميليتر" وهي طائرات تدريب تحاكي طائرات الميدان، وبعد أشهر عدة، سنعمل في الورش الخارجية لتشريف وطننا ولتحقيق تطلعات ولاة الأمر في توطين صيانة الطائرات.

وكشف الطالب أحمد النجار أن والدته خائفة من مجال عمله، لولا محاولات الإقناع المستمرة من قبل أسرته، وتسميه "الميكانيكي"، بينما والده يشجعه لأنه يميل لـ"الفك والربط"، مشيراً أن منزلهم لا يدخل فيه كهربائي ولا سباك، وحتى الأعطال المستمرة للسيارة يتم إصلاحها بجوار المنزل دون الذهاب إلى الصناعية.

ولم يخف "النجار" نظرات الإعجاب والدعوات الصادقة التي يتلقاها دوماً من أصدقائه بحكم مجال عمله، مؤكدآ أن كل أصدقاء الدراسة والحي لا يوجد بينهم أحد في مجال صيانة الطائرات، ويشعر بنظرات الذهول تجاهه، رغم أن العملية سهلة، وتحتاج فقط للهمّة والصبر، وهذه - على حد قوله- ليست صعبة على شباب الوطن.