توفي المؤرخ الجزائري الدكتور أبو القاسم سعد الله بالعاصمة الجزائر اليوم السبت عن عمر ناهز 83 سنة بعد مرض عضال ألزمه الفراش. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الحكومية عن مصدر طبي أن الفقيد توفي بالمستشفى العسكري حيث كان يتلقى العلاج. وحسب عائلة الفقيد فإن "شيخ المؤرخين الجزائريين" كما يلقب في الأوساط الجامعية والأكاديمية سيوارى الثرى بمسقط رأسه بمنطقة قمار بالصحراء. ويعد سعد الله من أكبر المؤرخين الجزائريين ومن رجالات الفكر البارزين وأعلام الإصلاح الاجتماعي والديني وهو من مواليد 1930 بضواحي قمار بولاية وادي سوف بالجنوب الشرقي للجزائر بالصحراء. وكان حفظ القرآن وهو في سن مبكرة وتلقى مبادئ علوم من اللغة وفقه الدين بمسقط رأسه مدينة قمار. وللفقيد سجل علمي حافل بالإنجازات من حيث الوظائف التي تقلدها أو من حيث المؤلفات التي ألفها في العديد من المواضيع كالتاريخ وعلم الاجتماع واللغة وحتى المواضيع الدينية. وقد حصل الفقيد على شهادات علمية عالية فهو حاصل على الدكتوراه من قسم التاريخ بجامعة مينيسوتا بالولايات المتحدة العام 1965 والماجستير عام 1962 وشهادة ال"بي .أش .دي" عام 1956 من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة. وقد تخصص الفقيد في تاريخ الجزائر الحديث وتاريخ أوروبا الحديث والمعاصر، وتاريخ المغرب العربي الحديث والمعاصر، وتاريخ النهضة الإسلامية الحديثة والدولة العثمانية منذ 1300. وهو يتقن بالإضافة الى اللغة العربية الفرنسية والإنكليزية وهو دارس للفارسية وللألمانية. قام بتدريس عدد من المواد بالجامعات الجزائرية والأجنبية من أهمها كلية الآداب بجامعة الجزائر ،ثم رئيس قسم التاريخ كلية الآداب بجامعة الجزائر ودرّس بجامعة آل البيت بالأردن وجامعة منيسوتا بقسم التاريخ بدءا (من 1994 الى 2001) كما كان يقوم بدورات سنوية بجامعات أخرى كجامعة ميتشيغان ،و جامعة الملك عبد العزيز بالسعودية، وجامعة دمشق وعين الشمس بالقاهرة. أهم ما ألف الفقيد موسوعة تاريخ الجزائر الثقافي في 9 أجزاء فضلا عن كتب في تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية.