الأمير الوالد والشيخة موزا خلال حفل التخريج

شهد صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، حفل تخريج الدفعة الرابعة عشرة لطلاب جامعة حمد بن خليفة والكليات الشريكة لها.
وقد أعرب سعادة الشيخ الدكتور عبدالله بن علي آل ثاني، رئيس جامعة حمد بن خليفة، في كلمة له بهذه المناسبة، عن سعادته بالاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلاب جامعة حمد بن خليفة وطلاب الجامعات الشريكة لها.
وقال سعادته " إنه أصبح من تقاليدنا الراسخة أن نجتمع في هذا الوقت من كل عام لنحتفي بتخرج دفعة جديدة من المواهب الشابة التي ضمتها جامعات المدينة التعليمية، بعد أن أتموا مسيرتهم التعليمية وامتلكوا من القدرات ما يؤهلهم لتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه المجتمع".
وأضاف "إن حفلنا هذا العام يشهد تخرج أول دفعة من طلاب جامعة حمد بن خليفة ممن نالوا درجات الماجستير والدبلوم من كلية الدراسات الإسلامية في قطر ومعهد دراسات الترجمة".
ورحب سعادته بأوائل الحاصلين على درجة الماجستير في دراسات المتاحف والمعارض من كلية لندن الجامعية بقطر، وقال " إنها لحظات لا تنسى لطلابنا الخريجين الذين لم يألوا جهدا في الدراسة، كما أنها اللحظة التي يتبين لنا فيها مواكبة ومواءمة برامجنا التعليمية مع احتياجات المجتمع وتطلعاته".
وأشار إلى أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى سبق وأكد على الدور المركزي الذي يضطلع به التعليم في تنمية مجتمعنا.
واعتبر أن التعليم سيظل بلا أدنى شك الأداة الرئيسية لبناء مجتمع المعرفة الذي اعتبرته رؤية قطر الوطنية 2030 أصلا ومحورا ثابتا لها من أجل بناء الفرد القادر على العطاء لرفاه بلده على المدى الطويل.
وأوضح أن عدد الخريجين المتميزين يزداد عاما بعد عام في مختلف التخصصات، وهم الدليل الساطع على ترجمة رؤية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر على أرض الواقع، وتأكيدا لما تستطيع معاهد العلم أن تقدمه من برامج تلبي احتياجات قطر والمنطقة.
وأضاف "إننا تمكنا من تحقيق هذا النجاح في غضون سنوات قليلة بفضل شراكاتنا العلمية القوية والمتنوعة، مؤكدا العزم على مواصلة التقدم من خلال طرح برامج متميزة للدراسات العليا تعتمد على إجراء البحوث التطبيقية ولا تكتفي فقط بتقديم المعرفة النظرية".
واشار في هذا الصدد إلى أن الجامعة أطلقت برنامج الماجستير التنفيذي في الطاقة والموارد بفضل مشاركة كل من: جامعة تكساس إيه أند إم وجورجتاون وجامعة الإدارة العليا – (HEC-Paris)، كما تتعاون جامعتنا مع كلية لندن الجامعية في قطر لتقديم برنامج للماجستير في علوم المكتبات والمعلومات، وبرنامج آخر يمنح شهادة الدبلوم في البحث الأكاديمي والمناهج.
ولفت إلى أن جامعة حمد بن خليفة تستكمل تجهيزاتها لإطلاق برنامجين للماجستير والدكتوراه في الطاقة المستدامة سيتم الإعلان عنهما في المستقبل القريب، وسيكون لهما أثر ملموس في دفع عجلة التنمية في بلدنا.
وشدد سعادته على أن ما حققناه خلال السنوات الماضية يضع البنية الأساسية لنكون في صدارة الجامعات البحثية في المنطقة، وقال :" إننا سوف نواصل جهودنا للارتقاء بمكانتنا بين المراكز المعرفية والبحثية المرموقة في العالم ساعين بذلك إلى تجديد مساهمة أجدادنا العرب في المعرفة العالمية".
وأعرب عن ثقته في أن تجربة الطلاب في المدينة التعليمية قد أَثْرت شخصياتهم وأهلتهم لطرق باب مستقبلهم المهني بالشكل الذي يرضيهم ويتناسب مع قدراتهم.
وتوجه إلى الطلبة الخريجين قائلا " بوسعكم اليوم الاستمتاع والفخر بالنجاح الذي حققتموه .. فغدا تشرعون في الخطوة الثانية من رحلة العطاء لمجتمعكم مع مواصلة تحصيل المعرفة التي هي روح المدينة التعليمية ونبضها الدائم ".
وتقدم سعادة الشيخ عبد الله آل ثاني في ختام كلمته بالشكر إلى صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، على دعم سموها ورعايتها اللامحدودة والمتواصلة.
من جهتها ، قالت السيدة "ويندي كوب" ، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "علم من أجل الجميع" ، إن جامعة حمد بن خليفة والجامعات الشريكة تبذل جهودا مضنية سعيا منها لتعليم قادة المستقبل في دولة قطر والمنطقة والعالم بأسره.
وأكدت أن دولة قطر اتخذت قرارا غير مسبوق بتوجيه استثمارات ضخمة في مجال التعليم ، وقالت :"إنه في الوقت الذي تشهد فيه دولة قطر ازدهارا اقتصاديا ، اتخذت قيادة هذا البلد قرارا قائما على رؤية تستشرف المستقبل البعيد للاستثمار الآن في بناء رأس المال المعرفي ، وهو ما يشكل الضمانة الحقيقية للمكانة الراسخة لدولة قطر في المستقبل، وتحسين مستوى التعليم للأطفال الأكثر تهميشا على مستوى العالم" وأضافت "إنه من النادر جدا أن نجد قادة ، مثل صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر ، يتفهمون أهمية بناء جيل يتمكن كل أطفاله من الوصول إلى التعليم ويبذلون قصارى جهدهم لتحقيق ذلك".
وقالت السيدة "ويندي كوب" :"إنه على مدى السنوات السبع الماضية حظيت بفرصة العمل مع عدد كبير من أصحاب المشاريع الاجتماعية الملهمين من دول مثل الهند وجنوب أفريقيا ولبنان وبيرو ، حيث يقومون بإعداد قادة المستقبل في دولهم من أجل إحداث تغييرات جذرية من خلال التعليم.. وقد تشرفت بالعمل مع سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس المجلس الأعلى للتعليم والتي أطلقت مؤسسة "علم من أجل قطر" منذ شهرين وقامت سعادتها باستقطاب القادة الشباب بهدف تحسين مستوى التعليم في دولة قطر".
وأعربت الرئيس التنفيذي لمؤسسة "علم من أجل الجميع" عن تقديرها للطلبة الخريجين الذين اعتبرتهم قادة المستقبل، حيث يتمتعون بالقدرات والمؤهلات العلمية التي تمكنهم من قيادة دفة التغيير والبناء في أوطانهم.. موضحة أن المؤسسة تعمل في 33 دولة حول العالم ، ويعزز جهودها شركاء من الآلاف من الشباب الذين تخرجوا حديثًا في الجامعات ، إلى جانب شباب في مستهل مسيرتهم المهنية يسيرون على نهج هؤلاء القادة في تفعيل هذه الرؤية باستخدام سبل أساسية وإن كانت جهودهم على نطاق أصغر.
وحثت السيدة "ويندي كوب" الطلبة الخريجين على أن يكونوا صناعا للمستقبل ، وعلى العمل الجاد من أجل تغيير مسار العالم من خلال زيادة الفرص التعليمية ، مشيرة إلى أنه يوجد 250 مليون طفل لا يحصلون على التعليم الذي يستحقونه ، ذلك التعليم الذي يزودهم بالمهارات التي تمكنهم من أن يكونوا مواطنين مساهمين في المجتمع أو تنتشلهم من الفقر .
ولفتت إلى أن التعليم الأساسي يواجه عجزا في التمويل يقدر بنحو 26 مليار دولار سنويا ، وعلى الصعيد العالمي، يتم تخصيص أقل من 9 في المئة من المساعدات الإنمائية للتعليم.. وقالت :"إن معظم الدول تقوم بتوجيه أثمن مواردها، الموارد البشرية الأفضل تعليما، للعمل في قطاعات التمويل والاتصالات والقانون والطب، وليس في قطاع التعليم، داعية إلى الاستثمار في مجال التعليم".
وأشارت إلى أنها بدأت مسيرتها منذ 25 عاما في الولايات المتحدة الأمريكية من أجل معالجة ذلك الواقع الأليم الذي تحدد فيه الظروف الاقتصادية مستوى تعليم الأطفال، وبالتالي فرص حصولهم على العمل، ومن هنا نبعت فكرة مؤسسة "علم من أجل أمريكا " ، ثم شيئا فشيئا وضعت اللبنات الأولى لمؤسسة "علم من أجل الجميع" بهدف إمكانية تحقيق تغيير حقيقي ، ليس فقط في أمريكا ، بل في جميع أنحاء العالم.
ودعت السيدة "ويندي كوب" الطلاب الخريجين إلى توجيه طاقاتهم لبناء عالم جديد يتاح لكل طفل فيه الحصول على تعليم متميز، مؤكدة أنها مهمة تتطلب كثيرا من الوقت والعديد من التغييرات ، لكنها أكدت أنه الطريق الوحيد لتحقيق تطلعاتنا وآمالنا في عالم ينعم بالازدهار الاقتصادي والأمن والسلم والعدالة والصحة والاستدامة.
وبهذه المناسبة ، قال المهندس سعد المهندي ، رئيس مؤسسة قطر ، إن التعليم والمعرفة هما أساسا النهضة والتطور في المجتمعات ، وهذا ما أكدت عليها رؤية قطر الوطنية 2030 ، وما تسعى مؤسسة قطر لتحقيقه.. واليوم يحدونا الفخر ونحن نرى مئات الشباب يبدؤون مرحلة جديدة من حياتهم ويسهمون في تحقيق التنمية المستدامة لدولة قطر وباقي دول العالم.
وأضاف المهندي أن المستوى التعليمي الرفيع الذي تقدمه جامعة حمد بن خليفة والجامعات الشريكة أسهم بشكل كبير في استقطاب هؤلاء الخريجين الذين جاؤوا من شتى أنحاء العالم لتلقي علومهم ، والحصول على الدرجات العلمية هنا، وهو ما يعتبر نجاحا في حد ذاته ، ويمثل خطوة متقدمة في تحقيق رؤية مؤسسة قطر الرامية لإطلاق قدرات الإنسان ؛ لاسيما أنها رؤية شاملة لا تقتصر على فئة معينة أو تنحصر ضمن نطاق جغرافي محدد، لأن ما نقدمه هنا يعود بالنفع على العالم أجمع.
وخلال الحفل ، سلمت جامعة حمد بن خليفة شهادات التخرج لطلبتها الخريجين من كلية الدراسات الإسلامية ومعهد دراسات الترجمة.. في حين تقيم الجامعات الشريكة مراسمها الخاصة لتخريج طلبتها ، أما هذا الحفل فقد ضم خريجي مختلف جامعات المدينة التعليمية، سواء من خريجي المرحلة الجامعية أو طلاب الدراسات العليا.
وقد سجل احتفال هذا العام العدد الأكبر من الخريجين في تاريخ جامعة حمد بن خليفة والجامعات الشريكة، إذ ضم 549 طالبا وطالبة ، يمثلون 55 دولة مختلفة، وهو ما يمثل ارتفاعا ملحوظا في أعداد الخريجين، الذين بلغ عددهم العام الماضي 437 طالبا.
وقد فاقت نسبة الخريجات الإناث نسبة نظرائهم من الذكور هذا العام، إذ بلغ عدد خريجات هذا العام 292 طالبة مقابل 257 من الخريجين الذكور.
وشهد الحفل أيضا حضور عدد من قيادات مؤسسة قطر، على رأسهم سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر ، والمهندس سعد المهندي رئيس مؤسسة قطر ، والمهندس جاسم تلفت المدير التنفيذي للمجموعة في الإدارة العامة للمشاريع الرئيسية ، والسيد فهد سعد القحطاني المدير التنفيذي للمجموعة – الشؤون الإدارية بالمؤسسة ، إلى جانب عدد من الشخصيات البارزة وأعضاء الهيئات الإدارية والتدريسية في جامعات المدينة التعليمية، فضلا عن عدد من الضيوف وممثلي البعثات الدبلوماسية في الدولة.
كما حضر عدد كبير من أولياء أمور الخريجين وأسرهم ، والذين شاركوهم فرحة النجاح والتفوق.
وتخلل الحفل عرض فيلم قصير عن خريجي عام 2014 الذين عبروا عن فخرهم وسعادتهم لهذه المناسبة ، متحدثين عن شعور الانتماء القوي الذي أوجدته سنوات الدراسة في نفوسهم، وجمع الفيلم شهادات طلاب من مختلف التخصصات.
يذكر أن قائمة خريجي هذا العام ضمت 81 طالبا من جامعة حمد بن خليفة، و34 طبيبا من كلية طب "وايل كورنيل" في قطر، و116 مهندسا من جامعة "تكساس إي آند إم" في قطر، إلى جانب81 من طلاب الدراسات العليا بجامعة "إتش إي سي– باريس" في قطر.
كما تخرج 30 طالبا في جامعة "نورثوسترن" بقطر، و80 طالبا في جامعة "كارنيجي ميلون" بقطر، و47 خريجا في جامعة "جورجتاون- كلية الشؤون الدولية" بقطر، و16 طالبا في كلية لندن الجامعية بقطر، إلى جانب 64 خريجا في جامعة فرجينيا كومنولث بقطر.
وينضم خريجو هذا العام إلى 1273 طالبا سبق أن تخرجوا على مدى السنوات الماضية من المدينة التعليمية، وقد شهدت أعداد الخريجين زيادة واضحة مطردة منذ حفل تخرج عام 2008، الذي بلغ عدد خريجيه 122 خريجا، واستمر العدد في الازدياد، حتى بلغ 245 خريجا عام 2011، ثم وصل إلى 373 طالبا وطالبة شاركوا في حفل التخرج الذي أُقيم عام 2012، في حين بلغ عدد خريجي العام الماضي 437 خريجا.