اختتم العالم الإماراتي أديب سليمان البلوشي الملقب بـ"العالم الصغير"، جولة علميّة أوروبيّة في بلجيكا وفرنسا وألمانيا، بتوجيهات ورعايّة ولي عهد دبي سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، التقى خلالها مجموعة من الخبراء والمختصين في علم التكنولوجيّا ودبلوماسيين في منظمة الأمم المتحدة للتربيّة والعلوم والثقافة "اليونسكو".
وحظي أديب "10 أعوام"، بإعجاب وانبهار كبار المصنعين والمخترعين والخبراء في مجال العلوم والأبحاث والتكنولوجيا الأوروبيين،حينما دخل في مناقشات علميّة جادة وبلغة انجليزيّة سليمة فعبروا عن اندهاشهم من مستواه الفكري والعلمي الذي يفوق عمره.
واختار البلوشي، أنّ يبدأ جولته العلميّة من عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل، حيث حضر مؤتمرًا بيئيًا حول  "الكربون الأخضر" وناقش مع المشاركين في المؤتمر من خبراء ومتخصصين سبل تحويل الاستدامة الزراعيّة إلى واقع من خلال التكنولوجيا.
ونصح البلوشي، المشاركين في المؤتمر بضرورة تطبيق معايير عالمية وعلمية فيما يتعلق بأفضل الممارسات الخاصة بالتخفيض من نسبة الكربون في الطبيعة من منتجات صديقة للبيئة وتطبيقات الطاقة المتجددة، وقدم بعض الأفكار التي من شأنها أنّ تساهم في الحفاظ على البيئة والحد من مخاطر انتشار الكربون في الطبيعة نتيجة المخلفات الصناعيّة وآثار التقدم التقني السلبية.
بينما حل ضيفًا على منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، في العاصمة الفرنسية باريس، حيث تباحث مع دبلوماسيين و خبراء في مجال التعليم. وشملت المحادثات أهمية استخدام تكنولوجيا التعليم والوسائط المتعددة في العملية التعليمية لتحسين فعاليتها، بعد تطوير العديد من الأدوات لإيصال المعلومات، كتقنيات عرض الصوت والصورة والنص والأفلام و غيرها من الوسائط المتعددة.
وكانت مدينة لافال شرق فرنسا، محطة ثالثة في جولة البلوشي العلمية في أوروبا حين حل ضيفا شرفيًا على مؤتمر التكنولوجيا حول "المحاكاة الروبوتية للإنسان وكيفية تسخير التكنولوجيا المتقدمة في مجال الإنسان الآلي  لتطوير الأطراف التعويضية"، وفتح حلقة نقاش موسعة مع خبراء شركة فرنسية متخصصة في ما يحتاجه أصحاب الاحتياجات الخاصة من عناية فائقة بعد أنّ قدمت التكنولوجيا الحديثة لهم العديد من الاختراعات المبتكرة التي قد تجعل حياتهم أسهل وأفضل.
وتميز جناح الشركة بعرض آخر ابتكاراتها في مجال الكراسي المتحركة الآلية حيث لم يتردد أديب في الاتجاه نحو الكرسي والجلوس عليه بهدف اختبار تقنياته في مواجهة شاشة عرض واسعة أمامه تحاكي الواقع. ما جعل أديب يقدم خلال مناقشته صاحب الابتكار أفكارًا لتطوير الكرسي المتحرك حتى يمكنه التحول بسهولة إلى عدة أوضاع لملائمة متطلبات الشخص، حيث يمكنه الوقوف على الكرسي أو الدخول بسهولة إلى السيارة.
وتباحث أديب أيضًا مع مبتكرين أوروبيين في مجال النظارات الذكية و النظارات الإلكترونية الجديدة بشاشتين يتحكم فيهما المستخدم عن طريق الهاتف الذكي أو الكمبيوتر عبر وصلة الـ"بلوتوث" اللاسلكية.
وفي نقاش خبراء الشركة التي تعرضها، أكّد العالم الإماراتي، أنّ تلك النظارات يمكن استخدامها أيضًا في حل مشكلة التعرف على الحالة الانفعالية. وقدم أديب أفكارًا حظيت باهتمام خبراء النظارات الالكترونية في المعرض من أجل تفادي أخطاء لدى البعض في تفسير الإشارات التعبيرية، لذلك اقترح تطوير تلك الأداة لتستخدم كمترجم لتعبيرات الوجه لتسهيل التواصل بين شخصين من ثقافات مختلفة إذ تختلف معاني التعبيرات من ثقافة لأخرى.
وانتقل البلوشي، بعد ذلك إلى ألمانيا و تحديدًا مدينة ميونيخ لحضور ورشة علمية حول التجهيزات الطبية، حيث عرضت فيها آخر ما جاد به المخترعين و المبتكرين الأوروبيين والعالميين في مجال صناعة التجهيزات والمستلزمات الطبية. واستمع أديب إلى شرح مفصل عن أجهزة الأشعة وأنواعها وآليات عملها خصوصًا فيما يتعلق في الفرق بين الأجهزة من حيث الشكل والاستخدامات والتركيب الداخلي، وكيفية التعامل مع المشكلات التي قد تواجه المهندسين والفنيين من أعطال، وكيفية التغلب عليها.
ووفي كل المؤتمرات والورشات العلمية التي حضرها، أثار الطفل الإماراتي المعجزة أديب البلوشي إعجاب كل من شاهده وهو يتحدث ويتحرك ويعلّن عن مواهبه العبقرية الفذة وأدهش علماء كبار بجدالهم في اختراعاتهم من الناحية العلمية وطرحه العديد من الأسئلة التي تدخل في تركيبتها التكنولوجية.