منذر الزعبي

بينما انشغل الكثيرون بطفلي "داعش" اللذين ظهرا وهما يحملان السلاح بعد أن زج بهما والدهما في أتون الحرب الدائرة في سورية والعراق، لم ينتبه الكثيرون للشخص الذي كان يحتضنهما في أول الصور المنتشرة عنهما، بعد أن جذب الطفلان بوصلة اهتمام الغالبية العظمي ممن شاهدوا الصورة التي أثارت ردة فعل كبيرة لدى الرأي العام ولا زالت، ولم يكن الشخص إلا شاب سعودي غرر به هو الآخر واسمه منذر الزعبي من سكان محافظة الخفجي الحدودية مع دولة الكويت.
وعلمت "الوطن" من مصادر خاصة ومقربة، أن منذر الزعبي كان يعمل بوظيفة مشغل في شركة أرامكو السعودية وتحديدا في حقل السفانية النفطي، ولم يعرف عنه التشدد الديني حتى سفره إلى سورية والتي ذهب إليها في العام 2012، حيث كان قبل ذلك بعيدا عن أي مظاهر تشدد، ومنخرطا في الحياة العامة بشكل لا يثير أي شبهة، فيما يذكر أحد أصدقائه في الخفجي لـ"الوطن"، قائلا: "منذر كان صديقا منذ سنوات الدراسة وحتى مغادرته لسورية التي شكلت مفاجأة لنا جميعا، لأنه لم يكن لديه أي سلوكيات شاذة، وكان آخر عهدي به في ملاعب الحواري في الخفجي، حيث كنا نلعب سوية، قبل أن يتغيب لفترة عرفنا بعدها أنه ذهب إلى سورية بغرض القتال هناك مع الجماعات المتطرفة".
ويضيف صديق الزعبي قائلا: "صدمت كثيرا وأنا أرى اللغة المتشددة التي يستخدمها في أحد مقاطعه في اليوتيوب، حيث ظهر وكأنه شخص آخر مختلف لا يمت بصلة لمن كان معنا هنا، لم يكن كذلك أبدا، بدا الأمر وكأنه تعرض لغسيل مخ مكثف"، ويختم حديثه قائلا: "إنها نهاية مؤلمة لشاب طيب كان يعيش بشكل مثالي، وربما لفرط طيبته كان هدفا سهلا لدعاة مثل هذه الجماعات".