شاركة الملكة الأردنية رانيا العبد الله في الجلسة الختامية من أعمال الورشة الإقليمية لوضع الأولويات الإنمائية العربية لما بعد2015، والتي تم عقدها في عمان. ودعت العبد الله إلى جعل هذه الورشة نهجا سنويا يشارك فيه ممثلو مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والحكومات، مشيرة إلى أهمية تعزيز الثقة بين المواطنين والحكومات ومؤسسات المجتمع المدني في العالم العربي، وضرورة بلورة فهم للأولويات والتوجهات الإنمائية وصولا إلى توافق في الرؤى والأهداف لمختلف الفئات. وشددت زوجة العاهل الأردني على أن إثراء النقاش الوطني في جميع المستويات، يتطلب أن يبنى على الحقائق والواقع والأمور التي يمكن قياسها، وتوحيد النظرة بين الجميع بحيث لا تكون المخرجات بمعزل عن محيطنا، وان يتم تعميمها وشرحها وبيان أهميتها حتى نتمكن من تحقيقها، وهذا يتطلب دورا اكبر للقطاع الخاص وللمجتمع المدني بتحمل المسؤولية. وتضمنت الجلسة الختامية لورشة العمل عرضا لأهم ما دار من نقاشات خلال يومي العمل قدمه رئيس مجلس أمناء صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية الدكتور عمر الرزاز أوضح فيه أن مداخلات المشاركين أظهرت عدم اختلاف بين أولويات التنمية في العالم العربي وأولويات العالم بشكل عام. وقال الرزاز، على الرغم أن الأولويات واحدة إلا أن التحديات التي تواجهنا في المنطقة العربية لها بعض الخصوصية من حيث نموذج التنمية والاستدامة وشعور المواطن بالمشاركة والحوكمة. وأشار إلى أن جميع المشاركين في مختلف المحاور أكدوا على أن العالم العربي حقق نتائج تنموية متفاوتة وفي قطاعات متنوعة في النواحي الكمية ولكن أخفق أحياناً في تحقيق نتائج تنموية نوعية. وأكدت مخرجات الورشة على أن الديمقراطية يجب أن تكون وسيلة لإدارة الخلافات والحوار حتى نصل إلى توافقات واسعة،  مشيرة إلى أن العالم العربي لا زال في بدايات الحاكمية الرشيدة. وركزت الورشة على الفجوة في التعليم من حيث عدم تركيزه على منظومة القيم والثقافة وحاكمية التعليم واللامساواة فيه، وحدد المشاركون معالم العديد من التحديات التي تواجه العالم العربي ومنها فجوة المشاركة الاقتصادية والتي تقوم على نموذج الاقتصاد الريعي وثنائيات القطاع العام والخاص وما يرتبط بينهما، وكذلك فجوة المساواة في الفرص، والتعليم والصحة وضعف المعلومات وتراجع الحقوق واللامساواة للمرأة. واشتملت جلسات العمل اليوم على مناقشات حول الحوكمة والحرية، وترأس الجلسة الأولى ممثل شركة "بوز آند كومباني" في الشرق الأوسط الدكتور حاتم السمان وأدارها مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية الدكتور موسى شتيوي. يشار إلى أن هذه  الورشة أقيمت  بدعوة من صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية ومؤسسة الأمم المتحدة بمشاركة من  الملكة رانيا العبد الله بصفتها احد أعضاء اللجنة رفيعة المستوى لرسم أجندة التنمية العالمية لما بعد 2015.