بحفاوة بالغة، استُقبِل افتتاح مقر دار التنوير في وسط القاهرة. ففي حضور كوكبة من المثقفين المصريين والعرب، دشن الناشر حسن الياغي المقر، الذي سيمثل امتداداً لمشروع الدار في إقامة جسور للكتاب عبر البلدان العربية. وكان في مقدم الحضور مجموعة من الكتّاب والمثقفين البارزين مثل الروائي إبراهيم عبدالمجيد، الناقد محمد بدوي، الناشرون بشار شبارو، آسيا موساي، فاطمة البودي، الباحث التونسي يوسف الصدّيق، والفنانة ليلى علوي والنوري عبيد رئيس إتحاد الكتاب التونسيين مدير فرع «التنوير» في تونس، وشريف جوزيف رزق، مدير مكتب «التنوير» في القاهرة. ونقلت صحيفة «الحياة» اللندنية عن ياغي تأكيده أن الفرع الجديد ليس سوى نقلة طبيعية تلتقي فيها الدار المدينة التي تُعد مركزاً حيوياً للكتاب، إلى جانب بيروت، وتونس العاصمة. وأوضح أن فروع «التنوير» في بيروت والقاهرة وتونس تمثل ثلاث شركات مختلفة، إلا أنها تتبع سياسة نشر موحدة. وألقت الشاعرة المصرية إيمان مرسال كلمة أشادت فيها بالدور الذي طالما لعبته «التنوير» في نشر المعرفة وانتاج الجماليات. وأوضحت أن الدار كانت المرفأ الأنسب لإطلال الكاتب المصري على بيروت في عقدي الثمانينات والتســـعينات، مبينة أن الفرع الجديد يمثل رافداً خصباً يصب في مصلحة الثقافة العربية. وقال النوري عبيد، مدير فرع «التنوير» في تونس: «محاولاتي المستمرة لإقامة كيان موحد للنشر العربي، بدأت مع أول كتاب منشور لي، وأثمرت منذ سنوات عن «المؤسسة العربية للناشرين المتحدين»، لم تلق النجاح المتوقع بسبب الرقابة، ومن ثم انتهى المشروع من دون نتيجة تذكر، والآن تأتي «التنوير» لتحقق هذا الهدف العابر للحدود بالتواجد في ثلاث عواصم عربية». وكان لافتاً، عدم اعتماد «التنوير» على كونها منفذاً لبيع الكتب فحسب، إذ حرص القائمون على المشروع على إيجاد مصادر جديدة للدخل تثري العمل الثقافي، فأُلحِق بمقرها مقهى غطت رسمات الغرافيتي جدرانه، وألحقت أيضاً بمقر الدار مساحات لعرض اللوحات الفنية وإقامة الأنشطة الثقافية مثل توقيع الكتب وعروض الأفلام. وكانت دار «التنوير» التي أُسست في بيروت في ثمانينات القرن الماضي، قدمت أعمالاً لأعلام في الثقافة العربية، مثل عبدالله العروي، محمد عابد الجابري، نصر حامد أبوزيد، جابر عصفور، برهان غليون. ومع انطلاقتها الجديدة تعيد نشر أعمال عبد الرحمن منيف، ربيع جابر، إبراهيم الكوني، والترجمات المميزة التي حرصت على تزويد القارئ العربي بها مثل المجموعة الهيغيلية الكاملة و «العقد الإجتماعي» لجان جاك روسو.