عبدالحليم خدام

يزور وزير الخارجية السعودي عادل الجبير موسكو الثلاثاء، لإجراء محادثات مع المسؤولين الروس على تفعيل التسوية السورية ومبادرة موسكو الخاصة بإنشاء تحالف إقليمي لمواجهة "داعش".

وأكد محللون سياسيون أن المقترح السعودي الذي نقله رئيس جهاز الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك لنظام دمشق أحرج الرئيس بشار الأسد ووضعه في دائرة ضيقة، وبادر الأسد بتسريب خبر اللقاء على إحدى الصحف اللبنانية الموالية له اعتقادا منه أنه سيضع إحدى أوراق الكسب بيده، ولكن ما حدث هو العكس لأن المنتصر لا يبادر بالتسريب وإنما صاحب الموقف غير القوي، مطالبين بانتظار ما ستفسر عنه زيارة الجبير إلى موسكو.

واعتبر المحلل السياسي الدكتور خالد الدخيل أن الموقف السعودي كان واضحا منذ البداية بأن بقاء نظام الأسد يعتبر مستحيلا، وأن التواصل مع هذا النظام الوحشي غير وارد نهائيا، ولكن المملكة أرادت أن تثبت للحليف الروسي لنظام الأسد أن ما تشهده سورية من حرب دموية يقف وراءها النظام وليس دعم المعارضة، كما أنها تريد أن تثبت عكس الرؤية الروسية بأن بشار باق، والمملكة اقترحت خروج جميع الميليشيات الإيرانية والميليشيات التابعة لحزب الله من الساحة السورية وأن يبقى الحل سورية فقط دون تدخل أجنبي، وأن تعقد انتخابات تحت إشراف دولي ليقرر السوريون مصيرهم.

وأضاف أن المقترح السعودي ليس كل الحل بل هو جزء منه لأن المملكة قرأت أن الانتخابات النزيهة لن تعيد الأسد إلى مقعد الرئاسة لأن الشعب ذاق منه الأذى والقتل وإعادة انتخابه ضرب من الخيال.
واعبر الدخيل أن روسيا ليست حليفة للأسد وإنما حليفة لمصالحها وفي حال تحققت مصالحها مع أي نظام آخر في سورية فبالتالي سيكون بشار ذكرى ماضية

كما يرى نائب الرئيس السوري السابق المنشق حاليًا عبدالحليم خدام أن المقترح السعودي كان لمصلحة الشعب السوري وإبقاء سورية كدولة وشعب بعيدا عن التقسيم، ولكن هناك أمر في غاية الأهمية وهو أن الصراع حتى وإن بقي سوريًا فهو يعتبر مضرا بالمعارضة والثورة لأن النظام وجيشه مدججان بالأسلحة تم تخزينها في الساحل السوري وتكفي للقتال 10 سنوات متتالية، ولذك أرى أنه لا بد من إيجاد توازن في القوى لكي يكون الحوار مقبولا شكليا على الأقل، مع أنني كسياسي سابق لن أرفع سقف الطموحات من دول ولا هيئات عالمية وهي ترى السوريين يذبحون ليل نهار ومن ثم نريد منهم أن يشرفوا على انتخابات نزيهة.

ضغوط إيرانية

واعتبر زيارة مملوك للسعودية لم تتم برأي سوري وإنما هي بضغوط إيرانية على نظام الأسد لأن إيران بدأت ترى في الموقف السعودي الحالي أكثر صرامة وحزما، مطالبا من أميركا أن تغير سياستها مع دول المنطقة وألا تكون جدار حماية لإيران في المنطقة بعد الاتفاقات الأخيرة، مطالبا بكشف ما قدمه مملوك من عرض خلال لقائه السياسيين السعوديين في جدة لكي تتضح الصورة فيما يخص المرحلة المقبلة، واضعا تسريبات الأسد لزيارة مملوك للسعودية هي موقف ضعف من النظام السوري لأن المنتصر لا يسرب