مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان

زار مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان على رأس وفد كبير من العلماء، اليوم ضريح رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري في وسط بيروت، وذلك عشية الذكرى الحادية عشرة لاغتياله التي تحل غدا.

وبعد قراءة الفاتحة على روح رفيق الحريري ورفاقه، قال مفتي لبنان "إننا جميعا شعرنا بالفجيعة، عندما استشهد الحريري بهذه الطريقة الفظيعة. كأنما أراد القتلة معاقبته على حلمه الوطني والعربي، الحلم بالعيش المشترك المزدهر، والوطن الحاضن لأبنائه. والدولة القوية والعادلة والرحبة، التي افتقر إليها اللبنانيون وكثير من العرب منذ زمن".

وأضاف: إن البلد الذي يستحق رفيق الحريري وتضحياته هو بلد عظيم بالفعل. ولذلك فسنظل مؤمنين بقدرة لبنان على النهوض، بقدر ما آمن رفيق الحريري. وسنظل عاملين من أجل ذاك النهوض، اقتداء به وبنهجه ودأبه".

وتابع قائلا "نقف اليوم عند ضريحك كما في كل عام. وكما في كل عام، فنحن لا نملك لك ولا لأنفسنا كثيرا أو قليلا من الأخبار السارة. فالمذبحة في العرب ما تزال مستمرة. والدولة التي أعدت بناءها في لبنان، قد أضحت مشلولة. والمؤسسات الدستورية فارغة، أو لا تملك القدرة على الحراك.

واستدرك قائلا "إن خلفك الرئيس سعد رفيق الحريري، مصر على مثل حلمك وعملك وطموحك وأملك. مصر على السلم الأهلي والوطني، وعلى العيش المشترك، وعلى التضحية بكل سبيل، لكي تعود المؤسسات الدستورية إلى العمل. ومصر قبل ذلك وبعده، على عدم الاعتراف بوجود الطرق المسدودة، أو التردي في الأسى واليأس".

وقال إنه "مع سعد الحريري وتياره ومحبيه، هناك جمهور عريض من اللبنانيين لا يريدون عن وطنهم بديلا، ولا يرضون بما يحجث للبنان وفي لبنان، ولا للناس في لبنان وسوريا والعراق".

وأضاف "من هنا يقومون بما يقوم به المواطن الصالح. يحفظون بالصبر وبالتحمل وبالسعي أمن الوطن وأمانه. ويناضلون لكي تبقى ذكراك يا دولة الرئيس، بالإصرار على سلام وسلامة الوطن والمواطن، والعيش المشترك والمنفتح، والعروبة الحرة والأبية، في شتى الظروف والأحوال".